الحيوانات تقدم دروس طبية مجانية للبشر

عالم الحيوان

الحيوانات تعالج نفسها ذاتيا بنباتات طبية

26 أيار 2024

عندما عانى غوريلا إنسان الغاب  في سومطرة من جرح في الوجه بعد قتال مع ذكر آخر قام بمضغ أوراق نبات ليانا، وهو نبات لا تأكله القردة عادة، وعلى مدار عدة أيام، قام إنسان الغاب بوضع الأوراق الممضوغة بعناية على جرحه، وشفي الجرح بشكل كامل تقريباً وترك ندبة خفيفة فقط.

فوائد نبات ليانا الاستوائي 

لأن نبات ليانا الاستوائي الذي اختاره الغوريلا يتمتع بخصائص مضادة للبكتيريا ومضادة للأكسدة ومن المعروف أنه يخفف الألم والحمى والنزيف والالتهابات.

حيوان بري يعالج جروحة طبيعيا

تحدثت وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم عن هذه القصة المذهلة، وفي المقابلات والمقالات العلمية، ذكر العلماء أن هذه هي "أول حالة موثقة بشكل منهجي لعلاج الجروح النشطة من قبل حيوان بري باستخدام نبات نشط بيولوجياً"، وهذا الاكتشاف "سيوفر رؤى جديدة حول بدايات استخدام البشر لهذه الطريقة للعناية بالجروح". 

العلاج الذاتي للحيوانات

يبدو سلوك إنسان الغاب مألوفاً لمؤرخي العلوم القديمة الذين يبحثون فيما عرفه الإغريق والرومان عن النباتات والحيوانات، فهناك حالات مماثلة أبلغ عنها أرسطو، وبليني الأكبر، وإيليان، وغيرهم من علماء الطبيعة من العصور القديمة، وتصف مجموعة رائعة من الروايات من العصور القديمة إلى العصور الوسطى العلاج الذاتي من قبل العديد من الحيوانات المختلفة، حيث استخدمت الحيوانات النباتات لعلاج الأمراض والتخلص من الطفيليات وتحييد السموم وشفاء الجروح.

المعرفة الطبية الحيوانية

تم اختراع مصطلح علم الأدوية الحيوانية أو "المعرفة الطبية الحيوانية" في عام 1987، ولكن كما أشار المؤرخ الطبيعي الروماني بليني قبل 2000 عام، فإن العديد من الحيوانات جعلت الاكتشافات الطبية مفيدة للبشر، وفي الواقع، تم اكتشاف عدد كبير من النباتات الطبية المستخدمة في الأدوية الحديثة لأول مرة من قبل الشعوب الأصلية والثقافات السابقة التي لاحظت استخدام الحيوانات للنباتات.

ما الذي تعلمه الإنسان من خلال مشاهدة الحيوانات ؟

تظهر بعض الأمثلة المكتوبة المبكرة للتطبيب الذاتي للحيوانات في كتاب أرسطو "تاريخ الحيوانات" من القرن الرابع قبل الميلاد، مثل العادة المعروفة للكلاب وهي أكل العشب عند المرض، ربما من أجل التطهير والتخلص من الديدان.

وأشار أرسطو أيضاً إلى أنه بعد السبات، تبحث الدببة عن الثوم البري كغذائها الأول، فهو غني بفيتامين C والحديد والمغنيسيوم، وهي عناصر غذائية صحية بعد قيلولة الشتاء الطويلة. 

وأوضح بليني كيف أن استخدام الديتاني، المعروف أيضًا باسم الأوريجانو البري، لعلاج جروح الأسهم، نشأ من مشاهدة الأيائل الجريحة وهي تأكل هذا النوع من العشب، وقد نسب أرسطو وديوسقوريدس الفضل إلى الماعز البرية في هذا الاكتشاف، وقالت الروايات القديمة أن نبات ديتاني لديه القدرة على إخراج رأس السهم وإغلاق الجرح، كما أنه يتمتع بتأثيرات مطهرة ومضادة للالتهابات ومسببة للتخثر. 

ووفقاً لبليني، عرفت الغزلان أيضاً ترياقاً للنباتات السامة، وهو الخرشوف البري الذي تخفف أوراقه من الغثيان وتقلصات المعدة وتحمي الكبد، وكتب بليني أنه من أجل علاج أنفسهم من لدغات العناكب، أكلت الغزلان السرطانات التي جرفتها الأمواج على الشاطئ، وفعلت الماعز المريضة الشيء نفسه، والجدير بالذكر أن قشور السلطعون تحتوي على مادة الشيتوزان التي تعزز جهاز المناعة.

وعندما تأكل الفيلة عن طريق الخطأ حرباء مخبأة على أوراق الشجر الخضراء، تأكل أوراق الزيتون، وهو مضاد حيوي طبيعي لمكافحة السالمونيلا التي تؤويها السحالي، وقال بليني أن الغربان تأكل الحرباء أيضاً، لكنها بعد ذلك تتناول أوراق الغار لمواجهة سمية السحالي، حيث تعمل أوراق الغار المضادة للبكتيريا على تخفيف الإسهال واضطراب الجهاز الهضمي، وأشار بليني إلى أن طيور الشحرور والحجل والقيق والحمام تأكل أيضاً أوراق الغار لعلاج المشاكل في الجهاز الهضمي .

موقع PBS