في سابقة تاريخية نجحت الغواصة الهجومية من فئة فرجينيا التابعة للبحرية الأمريكية، يو إس إس ديلاوير (SSN 791)، في إطلاق واستعادة مركبة ذاتية تحت الماء (UUV) من نوع Yellow Moray عبر أنبوب الطوربيد أثناء وجودها تحت الماء، وجاء ذلك خلال مهمة نفذتها في منطقة عمليات القيادة الأوروبية الأمريكية (EUCOM)، وفقا لما أعلنه حساب قيادة الغواصات الأمريكية على فيسبوك يوم 30 مايو 2025.
المركبة الذاتية تثبت كفاءتها في مهمات تحت الماء دون تدخل بشري
حيث تم تنفيذ ثلاث طلعات ذاتية استغرقت كل منها بين 6 إلى 10 ساعات، باستخدام المركبة الذاتية Yellow Moray وهي نسخة معدلة من نموذج REMUS 600 وأجريت عمليات الإطلاق والاستعادة عبر أنابيب الطوربيد دون الحاجة إلى غواصين، مما يؤكد موثوقية النظام في البيئات التشغيلية الحقيقية، إن المركبة صممت للقيام بمهام متعددة، بما في ذلك كشف الألغام والمراقبة والاستطلاع والمسح الهيدروغرافي.
وتعد هذه العملية نقطة تحول في دمج المنصات الروبوتية مع عمليات الغواصات التقليدية، مما يفتح آفاقا جديدة في حرب قاع البحر (SSW)، حيث تقلل المركبات الذاتية من المخاطر على الأطقم البشرية، وتوفر مرونة أكبر في تنفيذ المهام الخطرة أو المعقدة.
مواصفات الغواصة والمركبة الذاتية
الغواصة يو إس إس ديلاوير تتميز ب الطول 115 مترا والوزن: 7,800 طن، ومزودة بمفاعل نووي من نوع S9G وتصل سرعتها تحت الماء إلى 25 عقدة ، وتحمل 12 أنبوب إطلاق رأسي لصواريخ توماهوك و4 أنابيب طوربيد عيار 533 مم.
أما المركبة الذاتية Yellow Moray فطولها 3.25 أمتار والوزن 240 كجم، وتعمل حتى عمق 600 متر وتستخدم في رسم الخرائط وكشف الألغام ومراقبة البنية التحتية تحت البحر.
وأكد نائب الأدميرال روب غوتشييه قائد قوات الغواصات الأمريكية، أن هذه التقنية تقلل المخاطر على الأفراد وتوسع نطاق العمليات في البيئات المعقدة، مشيرا إلى خطة البحرية لتعميم هذه القدرات على الأسطول مستقبلا.
التحديات والرؤية المستقبلية لعمل الغواصات المأهولة وغير المأهولة معا
كما واجه الفريق عقبات خلال التجارب الأولى في مضيق نرويجي في فبراير الماضي، حيث فشلت عملية الاستعادة بسبب تلف المركبة، وبعد الإصلاحات العاجلة في الولايات المتحدة أعيد نشر النظام، ونجحت ديلاوير في تنفيذ المهمة بنجاح، بما في ذلك أول تحميل للمركبة عبر أنبوب الطوربيد بمساعدة غواصين في النرويج.
ويعد هذا الإنجاز خطوة حاسمة نحو تعزيز هيمنة الولايات المتحدة في البيئات تحت البحرية، حيث ستعمل المنصات المأهولة والذاتية معا لضمان التفوق الاستراتيجي في القرن الحادي والعشرين.