أنور السادات .. فاتح عهد المطبعين أنور السادات .. فاتح عهد المطبعين

لا شك أن قطار التطبيع يسير نحو الدول العربية وكُل فترةٍ نرى بلد عربيّ جديد يُطبّع. ولكن في المقابل هناك الكثير من الشُعوب العربيّة ممتعضة من هذه الاتفاقيات التي يصفونها بـ ”خديعة العصر”.

بداية يجب الإشارة الى فاتح عهد التطبيع “أنور السادات”، فمن ينسى اتفاقية “كامب ديفيد” التي حصلت بين السادات ومناحيم بيغن، ومن كان يظنّ أن من كان قائده “جمال عبد الناصر” سيكون أول المطبعين.

اتفاقية كامب ديفيد

وقعت اتفاقية كامب ديفيد في 17سبتمبر/أيلول 1978، والجدير بالذكر هُنا أن “السلام” لا يقتصر فقط على مصر و “إسرائيل”، بل يشمل كل جيرانها العرب وكل من يخص “إسرائيل” وكانت السبب الرئيسي لإنهاء الحرب وإقامة سلام شامل لكي يستطيع كل من البلدين أن يعيش في أمان.

اتفاقية كامب ديفيد في 17سبتمبر/أيلول 1978

معاهدة السلام شملت تسع مواد وكان رئيس الولايات المتحدة أنداك جيمي كارتر شاهدًا ووسيط على الاتفاقية، تبادل البلدين سفراء وأُلغيت قوانين المقاطعة من قبل البرلمان المصري وبدأت مصر بإمداد “إسرائيل” بالنفط الخام، كانت هذه الاتفاقية تُعتبر طعنة بالظهر للفلسطينيين وقُوبلت بجدل هائل في أنحاء العالم العربي.

والمضحك هنا أن السادات حصل آنذاك على جائزة نوبل للسلام بعد معاهدة “كامب ديفيد” وقد بدأت الولايات المتحدة بمساعدة مصر اقتصاديا وعسكريًا، ولكن مصر اليوم غارقة في الديون والمشاكل التي فرضها هذا الاحتلال الاسرائيلي.

حيث أن هذا الأخير لم يلتزم ببنود المعاهدة التي وقعت بينهما.

أنور السادات و مناحيم بيغن

شدّد الكثير من المعارضين المصريين على ان السادات كان خائنًا فقد تكلَّم بالعلن ما كان يُقال وراء الأبواب خوفًا من ردات الفعل.

كما أنه ذهب بنفسه الى عقر دار الأعداء مباشرة ولم يطلبه من أميركا والغرب.

حتى أُبعدت فلسطين عن أولويات مصر وهذه كانت الطعنة القاضية، كما أنه تم اعتقال المعارضين لحكمه ولقرار السلام والتي كانت تحرض” إسرائيل” على اعتقالهم.

الذل والعار

أمّا بالنسبة للعار والذلّ الذي لُحق بمصر كفرض هيمنة” إسرائيل” على الزراعة المصرية في إطار التعاون بين البلدين؛ فقد قضيت على الأصناف والزراعات التي اشتهرت بها مصر.

اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل

قد أنتجت قناة “إسرائيلية” فيلمًا بعنوان “الشفاه المغلقة” تناول به دور الموساد في اتفاقية كامب ديفيد وكشف الدور الذي لعبه إسحاق حوفي وملك المغرب الحسن الثاني حيث سافر حوفي سرًا إلى المغرب لملاقات ملك المغرب لوضع أُسس المعاهدة بين البلدين.

اغتيل السادات خلال عرض عسكري ونفذ عملية الاغتيال الملازم الأول خالد الإسلامبولي الذي حُكم عليه بالإعدام رميًا بالرصاص في أبريل ١٩٨٢ كان السادات قد نهض واقفاً بعد إصابته في عنقه وهو يصرخ، بينما اختفى جميع الحضور أسفل كراسيهم. وتحت ستار الدخان، وجّه الإسلامبولي دفعة طلقات جديدة إلى صدر السادات.

كشفت وثائق بريطانية بعد اغتيال السادات أن هذا الاخير قد تحدث مرارا، في الشهور السابقة على الحادث، عن رغبته في التقاعد، غير أن حديثه لم يُكن يؤخذ، سياسيا وشعبيا، على محمل الجد.

وكان السادات جادا في كلامه عن التنحي. وتوقع السفير أن يكون ذلك يوم استرداد مصر الجزء الباقي من سيناء من إسرائيل في 25 أبريل/نيسان عام 1982، أي بعد حوالي 7 شهور من الاغتيال.

وقال السفير “أعتقد أنه ربما كان في ذهنه فعلا أن يتقاعد في ذلك التاريخ الرمزي”، مضيفاً “إن كان قد قُدر له أن يفعل ذلك، لكان الشعور الشعبي تجاهه أعظم بكثير مما كان”.

ملاحظة: الٓاراء السياسية الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن موقف "النهضة نيوز"