ما الذي يسبب الألم الجانبي المفاجئ أثناء التمرين ؟

علوم

أسباب الألم الجانبي المفاجئ أثناء التمرين

30 حزيران 2024

يعاني العديد من الأشخاص من ألم جانبي حاد ومفاجئ في المنطقة تحت القفص الصدري أثناء التمرين أو أثناء الجري على جهاز المشي أو عندما نسرع للحاق بالقطار ولكن ما هو هذا الألم وما أسبابه ؟

الألم الجانبي المفاجئ - المعروف طبيًا باسم " ألم البطن العابر المتعلق بالتمرين" (ETAP) - مزعج وغير مريح، ولكنه ليس خطيرًا من الناحية الطبية. ولكن ما الذي يسبب هذا الألم الجانبي؟

النظريات المتنافسة حول أسباب الألم الجانبي

على الرغم من أن الألم الجانبي شائع، لا يعرف أحد بالتأكيد ما الذي يسببه، وهناك نظريات متنافسة حول مصدر الألم.

النظرية الأولى: نقص تدفق الدم إلى الحجاب الحاجز

 اعتقد العلماء والأطباء الرياضيون أن الألم الجانبي ناتج عن نقص تدفق الدم إلى الحجاب الحاجز، العضلة الكبيرة التي تقع تحت الأضلاع وتقوم بسحب الهواء داخل وخارج الرئتين. يمكن أن يسبب هذا النقص في الدم تقلصًا مؤلمًا أو تشنجًا. استندت هذه الفكرة إلى نظرية أن الدم ينتقل بعيدًا عن الحجاب الحاجز ويتركز في عضلات الأطراف عندما نمارس التمارين.

النظرية الثانية: إجهاد الأربطة

إلا أن "هذه الفكرة فقدت شعبيتها لأن الحجاب الحاجز يعمل أيضًا بشكل أكبر أثناء التمرين مما يعيد توجيه الدم إليه وليس بعيدًا عنه"، كما قال أندرو لافندر، محاضر أول في علوم التمارين والرياضة في جامعة فيديريشن في أستراليا.

فكرة أخرى هي أن "الاهتزاز المستمر" الذي يتعرض له الجسم أثناء الأنشطة مثل الجري يضع ضغطًا على الأربطة التي تثبت الأعضاء البطنية بالحجاب الحاجز، وفقًا لما ذكره لافندر. قد تفسر هذه النظرية سبب تعرض العدائين للألم الجانبي، لكنها لا تفسر لماذا يمكن أن يحدث الألم أثناء السباحة أو التجديف أو ركوب الدراجات.

النظرية الثالثة: مستوى اللياقة البدنية

اقترح البعض أن مستوى اللياقة البدنية الضعيف قد يزيد من خطر الإصابة بالألم الجانبي، لكن لافندر يشكك في هذه الفكرة لأن الرياضيين المدربين تدريبًا عاليًا يعانون أيضًا من هذه الآلام. واقترح علماء آخرون أن الألم الجانبي ينشأ من الأمعاء نتيجة نقص تدفق الدم إلى الأمعاء أثناء التمرين. نظرية أخرى تعزو الألم إلى ضغط الأعصاب التي تتفرع من الحبل الشوكي وتمر بين الأضلاع.

النظرية الأكثر قبولًا: غشاء البريتون

ومع ذلك، فإن النظرية الأكثر قبولًا حتى الآن تحدد غشاء البريتون كمصدر محتمل للألم. 

البريتون هو كيس ذو طبقتين يشبه البالون يحيط بالأعضاء داخل البطن تلتف طبقته الداخلية حول الأعضاء مثل المعدة، وتلتصق الطبقة الخارجية بجدران البطن والحوض.

دراسة تدعم نظرية غشاء البريتون

في دراسة نُشرت في عام 2000 في مجلة Medicine & Science in Sports & Exercise، اقترح الباحثون أن السبب الأكثر احتمالًا للألم الجانبي هو أن الطبقات الداخلية والخارجية للبريتون تحتك ببعضها البعض أثناء التمرين، مما يسبب تهيجًا. توصل الباحثون إلى هذا الاستنتاج بعد مقابلة أكثر من 900 مشارك منتظم في الرياضة حول تجاربهم مع الألم الجانبي، ثم مقارنة وصفاتهم بنظريات حول كيفية نشوء الألم الجانبي.

في الوقت الحاضر، يُعتقد أن تهيج البريتون هو مصدر الألم الذي نعرفه كألم جانبي، وفقًا لما قاله لافندر. تدعم هذه النظرية حقيقة أن الألم الجانبي يصبح أكثر احتمالًا إذا أكلت أو شربت قبل التمرين مباشرة. عندما تكون معدتك ممتلئة، فإنها تضغط على البريتون، مما يجبر طبقاته على الاقتراب من بعضها البعض ويزيد الاحتكاك بينهما، كما كتب مؤلفو دراسة عام 2000.

مجلة Medicine & Science in Sports & Exercise