جروح مرضى السكري قد تنتكس رغم التئامها الظاهري بسبب خلل وظيفي

التئام جروح السكري قد يكون خادعا ويخفي خطر انتكاسها التئام جروح السكري قد يكون خادعا ويخفي خطر انتكاسها

في تطور قد يعيد تعريف مفهوم التئام الجروح لمرضى السكري، كشفت دراسة جديدة بقيادة باحثين من جامعة بيتسبرغ أن الجروح التي تبدو مغلقة وفق المعايير الحالية قد تخفي خللا خطيرا يزيد من خطر عودتها للفتح مرة أخرى. فالدراسة التي نشرت في مجلة Diabetes Care بدعم من المعاهد الوطنية للصحة (NIH)، رصدت ظاهرة "الجروح الخفية" التي تفقد قدرتها على حماية الجسم رغم مظهرها الملتئم.

المظهر الخادع للجروح الملتئمة

ففي الوقت الحالي تعتمد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تعريفا تقليديا لالتئام الجرح، وهو أن يكون سطح الجلد مغطى بالكامل بأنسجة جديدة دون أي إفرازات لمدة أسبوعين متتاليين، لكن الدراسة الجديدة تحذر من أن هذا التعريف قد يكون مضللا، فالجلد يبدو سليما ظاهريا ولكنه فشل في استعادة وظيفته الأساسية كحاجز وقائي، ويوضح شاندان سين أستاذ الجراحة بجامعة بيتسبرغ والمشارك في قيادة الدراسة: إن هذه 'الجروح الخفية' تسمح بتسرب الماء والبكتيريا والمواد الضارة مما يجعلها عرضة للانتكاس.

جهاز بسيط يكشف الخطر الخفي نتيجة المعايير الخاطئة لالتام الجروح

وإن المفتاح لاكتشاف هذه الجروح الخادعة يكمن في قياس فقدان الماء عبر البشرة (TEWL) باستخدام جهاز محمول بسيط، فوجد الباحثون أن الجروح التي سجلت مستويات مرتفعة من TEWL (أكثر من 30) كانت أكثر عرضة بـ 2.7 مرة للانتكاس مقارنة بتلك ذات المستويات المنخفضة.

وشملت الدراسة 418 مريضا مصابا بجروح قدم سكري بدت ملتئمة، وبعد متابعتهم لمدة 16 أسبوعا انتكست 22% من الحالات، كما اتضح أن الجروح ذات الـ TEWL المرتفع تعاود الفتح في وقت أقصر، فالرقم 30 هو علامة خطر حمراء.

و تقول جايل جورديلو المشاركة في قيادة البحث: حتى لو بدا الجرح مغلقا فإن ارتفاع TEWL يعني أن المريض يحتاج إلى رعاية إضافية.

فالنتائج تدعو إلى ضرورة إدراج مفهوم (استعادة الوظيفة الحاجزة للجلد) ضمن تعريف التئام الجروح، وهو ما قد يحسن النتائج السريرية ويقلل معدلات البتر والوفيات المرتبطة بمضاعفات القدم السكري.