تطبيقات تتبع الدورة الشهرية تشكل خطرا على الخصوصية

من التتبع إلى الاستغلال تطبيقات الدورة الشهرية تبيع أسرارك وتسرب بياناتك الحساسة من التتبع إلى الاستغلال تطبيقات الدورة الشهرية تبيع أسرارك وتسرب بياناتك الحساسة

حذر خبراء من "مخاطر حقيقية ومرعبة" على الخصوصية والأمان لدى النساء اللاتي يستخدمن تطبيقات تتبع الدورة الشهرية، وكشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة كامبريدج عن كيفية جمع البيانات الشخصية من هذه التطبيقات وبيعها بشكل واسع النطاق.

تطبيقات تستغل البيانات الشخصية

أشار تحليل جديد من مركز "مينديرو" للتكنولوجيا والديمقراطية في كامبريدج إلى أن هذه الممارسات "تشكل تهديدات حقيقية للمستخدمين"، وأوضحت الدراسة أن بيانات الدورة الشهرية قد تكشف تفاصيل حميمة عن صحة الفتيات والنساء وخياراتهن الإنجابية.

فهذه التطبيقات تتعقب مجموعة واسعة من المعلومات الشخصية بما في ذلك:

- النشاط البدني والعادات الغذائية.

- الأدوية المستخدمة والنشاط الجنسي.

- مستويات الهرمونات واستخدام وسائل منع الحمل.

وحسب الباحثين فإن هذه البيانات ذات قيمة عالية لإنشاء ملفات استهلاكية دقيقة.

الوجه الخفي لتطبيقات الدورة الشهرية

 أكد الخبراء أن العديد من النساء يقمن بتحميل هذه التطبيقات عند التخطيط للحمل، مما يؤدي إلى تغييرات كبيرة في عاداتهن الشرائية، وعلق الباحثون قائلين: "أصبحت بيانات الحمل ورغبة النساء في الإنجاب من أكثر المعلومات طلبا في مجال الإعلانات الرقمية".

كما لفت التقرير إلى أن التطبيقات الثلاثة الأكثر شيوعا في هذا المجال تجاوزت 250 مليون تحميل حول العالم، وخلص الخبراء إلى أن "تطبيقات تتبع الدورة الشهرية تمثل تجارة مربحة، حيث توفر للشركات بيانات دقيقة وقيمة عن المستخدمات".

وحذر الفريق البحثي من أن سوء استخدام هذه البيانات وطالبوا بتحسين حوكمة قطاع "تكنولوجيا المرأة" مع تعزيز إجراءات أمان البيانات وضمان خيارات موافقة واضحة للمستخدمين، كما دعوا إلى قيام هيئات الصحة العامة بتوفير بدائل آمنة لهذه التطبيقات التجارية.

وقالت الدكتورة ستيفاني فيلسبرجر المؤلفة الرئيسية للدراسة: "يتم الترويج لتطبيقات تتبع الدورة الشهرية على أنها تمكن المرأة وتعالج الفجوة الصحية بين الجنسين، لكن نموذج عملها يعتمد على بيع بيانات المستخدمات لأطراف ثالثة من أجل الربح".

وبدورها أضافت البروفيسور جينا نيف المديرة التنفيذية لمركز مينديرو: "يبلغ استخدام تطبيقات تتبع الدورة الشهرية ذروته حاليا، والنساء يستحقن حماية بياناتهن بدلا من معاملتها كسلعة استهلاكية".

وبهذا التحذير يسلط الضوء على أهمية مراجعة سياسات الخصوصية قبل استخدام أي تطبيق يتعامل مع بيانات صحية حساسة.