بعد توقيع اتفاقية دفاع متبادل مع كوريا الشمالية بوتين يزور فيتنام لتعزيز العلاقات الاقتصادية والعسكرية

بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة دولة إلى فيتنام اليوم الخميس وذلك بعد يوم واحد من  توقيع اتفاقية دفاع متبادل مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون و الذي أعرب عن "دعمه الكامل" لروسيا .

 توقيع معاهدة استراتيجية بين روسيا وكوريا الشمالية

وقّع بوتين وكيم معاهدة استراتيجية في قمة ببيونغ يانغ تتضمن تعهداً بمساعدة بعضهما البعض في حال تعرضهما لهجوم.

 اتهامات ومخاوف غربية من الاتفاق الروسي الكوري الشمالي

وتتهم واشنطن وحلفاؤها كوريا الشمالية بتزويد روسيا بالذخيرة والصواريخ لحربها في أوكرانيا، وأثار الاتفاق مخاوف من تسليمات إضافية. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن تعميق العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية "يثير قلقاً كبيراً"، فيما اتهم مسؤول أوكراني بارز بيونغ يانغ بمساعدة موسكو في "قتل الأوكرانيين".

 التعاون العسكري التقني بين روسيا وكوريا الشمالية

وفي أول زيارة له إلى كوريا الشمالية المعزولة منذ 24 عامًا، قال بوتين إنه لا يستبعد "التعاون العسكري التقني" مع بيونغ يانغ، التي تخضع مثل موسكو لعقوبات دولية ثقيلة. وقال بوتين: "اليوم، نحن نحارب معاً ضد الهيمنة والممارسات الاستعمارية الجديدة للولايات المتحدة وأتباعها".

العلاقات التاريخية والتقارب المتزايد بين روسيا وكوريا الشمالية

تربط البلدين علاقات وثيقة منذ تأسيس كوريا الشمالية بعد الحرب العالمية الثانية، وازداد التقارب بينهما منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 2022 الذي عزز عزل بوتين على الساحة الدولية.

 دعم كوري شمالي كامل لروسيا

وصف كيم بوتين بأنه "الصديق الأعز للشعب الكوري" وتعهد له "بالدعم الكامل والتضامن" في الحرب في أوكرانيا، التي أدت إلى فرض عقوبات أممية على موسكو. شكر بوتين مضيفه، الذي يخضع بلده لعقوبات أممية منذ 2006 بسبب برامجه النووية المحظورة، مؤكداً أن موسكو تقدر الدعم "الثابت وغير المتزعزع".

ودعا بوتين إلى مراجعة العقوبات الأممية على كوريا الشمالية، وقال إن البلدين لن يخضعا "للابتزاز" الغربي.

موقف الولايات المتحدة من زيارة بوتين لكوريا الشمالية

وفي تعليق على زيارة بيونغ يانغ، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إنه لا ينبغي لأي بلد أن "يمنح بوتين منصة لترويج حربه العدوانية ضد أوكرانيا". وقال المتحدث إن تعميق التعاون بين روسيا وكوريا الشمالية "يجب أن يثير قلقاً كبيراً لدى أي شخص مهتم بالحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية". من جانبه، اتهم ميخايلو بودولياك، مساعد بارز للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كوريا الشمالية بمساعدة روسيا في "قتل الأوكرانيين"، ودعا إلى زيادة عزل البلدين دولياً.

استقبال بوتين الحافل في بيونغ يانغ

استقبل بوتين بحفاوة في العاصمة الكورية الشمالية، حيث عانقه كيم لدى نزوله من الطائرة وسط استقبال حاشد من الجماهير، والراقصين المتزامنين، والأطفال الذين يلوحون بالأعلام. 

 استقبال أكثر تحفظاً لبوتين في فيتنام

من المتوقع أن يكون استقباله في فيتنام أكثر تحفظاً، وهي مركز تصنيع عالمي رئيسي ينتهج سياسة خارجية متوازنة منذ سنوات، تسعى إلى الحفاظ على علاقات طيبة مع الجميع دون أن تكون مدينة لأي جهة. وتجنباً لاتخاذ موقف في التنافس المتزايد بين الولايات المتحدة والصين، سعت فيتنام إلى تجنب الانحياز لأي طرف، في حين يسعى كلا القوتين العظميين إلى تعزيز نفوذهما في جنوب شرق آسيا.

 تعزيز العلاقات الاقتصادية بين روسيا وفيتنام

سيلتقي بوتين اليوم الخميس مع كبار القادة الفيتناميين، بمن فيهم الرئيس الجديد تو لام ونجوين فو ترونغ، الأمين العام القوي للحزب الشيوعي الحاكم. زار الرئيس الأمريكي جو بايدن هانوي في سبتمبر لتعزيز العلاقات حيث تسعى إدارته إلى جعل فيتنام مورداً بديلاً للمكونات التقنية الحيوية لتقليل الاعتماد الأمريكي على الصين. تبع ذلك بسرعة، زيارة دولة من الرئيس الصيني شي جين بينغ بعد ثلاثة أشهر. وصل بوتين إلى هانوي حوالي الساعة 2 صباحاً (1900 بتوقيت غرينتش الأربعاء) ويبدأ لقاءاته عند الظهر بلقاء نظيره تو لام. يقول المسؤولون الروس إن زيارة بوتين ستركز على القضايا الاقتصادية والتعليمية والطاقة.

التجارة بين روسيا وفيتنام

بلغت التجارة بين البلدين 3.5 مليار دولار فقط في عام 2022، وهي جزء صغير من تجارة فيتنام مع الصين التي بلغت 175 مليار دولار، ومع الولايات المتحدة التي بلغت 123 مليار دولار. لكن المراقبين يقولون إن موضوع أوكرانيا والتعاون الدفاعي من المحتمل أن يكون مطروحاً على الطاولة في الاجتماعات الخاصة.

العلاقات العسكرية والتجارية بين روسيا وفيتنام

لروسيا وفيتنام علاقات عميقة تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، ولعقود كانت موسكو المورد الرئيسي للأسلحة لهانوي. قال كارل ثاير، أستاذ السياسة الفخري في جامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية، إن فيتنام أوقفت مشتريات الأسلحة "ذات التكلفة العالية" منذ عام 2022، عندما غزت روسيا أوكرانيا.

وأضاف: "لدى روسيا وفيتنام مصلحة مشتركة في استئناف مبيعات الأسلحة، لكن فيتنام مقيدة بتهديد العقوبات الأمريكية".