حقائق مذهلة عن النوم والأحلام

على مدار عقود طويلة، ظل سبب قضاء البشر ما يقارب ربع حياتهم في النوم لغزًا محيرًا للعلماء.

ولكن في السنوات الأخيرة شهد مجال دراسة النوم تقدمًا كبيرًا بفضل النماذج التجريبية الحديثة والتطور التكنولوجي. 

فقد أتاحت هذه التطورات للباحثين نظرة أعمق داخل الدماغ أثناء النوم، مما أسفر عن العديد من الإنجازات الهامة. على سبيل المثال، أصبح فهم الحلم الواضح أكثر عمقًا، كما أن دراسة علم الأعصاب للأحلام لم تعد مجرد هامش، بل أصبحت حقلاً علميًا مستقلاً بذاته. وبشكل عام، أصبح لدينا اليوم فهم أفضل  لوظائف النوم ومكوناته على الرغم من استمرار بعض الغموض في هذا المجال. 

مالذي يحصل في الدماغ أثناء النوم ؟

أيقظ باحثون أمريكيون في دراسة أجريت عام 2017 المشاركين على فترات منتظمة أثناء الليل وسألوهم عما كان يدور في أذهانهم قبل أن يستيقظوا، وفي بعض الأحيان، لم يتمكن المشاركون من تذكر أي حلم، ثم نظر فريق الدراسة إلى ما كان يحدث في دماغ المشارك قبل لحظات من الاستيقاظ.

ارتبط تذكر المشاركين لمحتوى الحلم بزيادة النشاط في المنطقة الساخنة الخلفية، وهي منطقة من الدماغ ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالوعي، حيث يمكن للباحثين التنبؤ بوجود أو عدم وجود الأحلام من خلال مراقبة هذه المنطقة في الوقت الحقيقي.

 الأحلام الواضحة والأحلام التفاعلية

وهناك تطور مثير آخر في دراسة الأحلام وهو البحث في الأحلام الواضحة، والتي تدرك فيها أنك تحلم، فقد أثبتت دراسة أجريت عام 2021 وجود تواصل ثنائي الاتجاه بين الحالم والباحث، وفي هذه التجربة، أشار المشاركون للباحث أنهم كانوا يحلمون من خلال تحريك أعينهم بنمط متفق عليه مسبقاً. 

قرأ الباحث في تلك التجربة إحدى المسائل الرياضية، وهي ما ناتج ثمانية ناقص ستة؟ وتمكن للحالم من الإجابة على هذا السؤال بحركات العين، وكان الحالمون دقيقين، مما يشير إلى أنهم تمكنوا من الوصول إلى وظائف إدراكية عالية المستوى أثناء النوم، واستخدم الباحثون تخطيط النوم، الذي يراقب وظائف الجسم مثل التنفس ونشاط الدماغ أثناء النوم، للتأكد من أن المشاركين كانوا نائمين فعلاً.

هذه الاكتشافات جعلت الباحثين في مجال الأحلام متحمسين لمستقبل "الحلم التفاعلي"، مثل ممارسة مهارة ما أو حل مشكلة ما في أحلامنا.

 الدماغ يعيد عرض الذكريات أثناء النوم

يصادف هذا العام الذكرى المئوية لأول دليل على أن النوم يحسن ذاكرتنا، ومع ذلك، أظهرت مراجعة أجريت عام 2023 للأبحاث الحديثة أن الذكريات التي تكونت خلال النهار يتم إعادة تنشيطها أثناء النوم، وقد اكتشف الباحثون ذلك باستخدام تقنيات التعلم الآلي "لفك تشفير" نشاط الدماغ أثناء النوم.

إعادة تنشيط الذكريات أثناء النوم

ووجدت دراسة أجريت عام 2021 أن تدريب الخوارزميات على التمييز بين الذكريات المختلفة أثناء الاستيقاظ يجعل من الممكن رؤية نفس الأنماط العصبية التي تظهر مرة أخرى في الدماغ في حالة النوم، ووجدت دراسة مختلفة، في عام 2021 أيضاً، أنه كلما زاد عدد مرات ظهور هذه الأنماط أثناء النوم ، زادت الفائدة للذاكرة.

وباستخدام طرق أخرى، تمكن العلماء من إعادة تنشيط ذكريات معينة من خلال إعادة تشغيل الأصوات المرتبطة بالذاكرة المعنية أثناء نوم المشارك، ووجد التحليل التلوي لعام 2020 لـ 91 تجربة أنه عندما تم اختبار ذاكرة المشاركين بعد النوم، تذكروا المزيد من المحفزات التي تم تشغيل أصواتها أثناء النوم، مقارنة بمحفزات التحكم التي لم يتم إعادة تشغيل أصواتها.

فوائد النوم

هذا وأظهرت الأبحاث أيضاً أن النوم يقوي الذاكرة لأهم جوانب التجربة، ويعيد هيكلة ذاكرتنا لتكوين روايات أكثر تماسكاً ويساعدنا على التوصل إلى حلول للمشاكل التي نواجهها، ولذلك يثبت العلم فعلاً أن النوم قبل اتخاذ القرار يساعد حقاً على إتخاذ قرارات أفضل.