هل يمكن أن يكرر التطور نفسه ؟

منوعات

الحشرات العصوية تثبت أن التطور يمكن أن يكرر نفسه

2 حزيران 2024

يقول العلماء أن  التطور عملية عشوائية تؤثر على مجموعة متنوعة من السمات التي تظهر بشكل عشوائي أيضاً من خلال التنوع الجيني.

بينما قال عالم الحفريات الراحل ستيفن جاي غولد إذا أردنا إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء فيما يتعلق بالتطور و"إعادة تشغيل شريط الحياة" فإنه يشك في أن "أي شيء مثل الإنسان العاقل سوف يتطور مرة أخرى على الإطلاق".

التطور قد يكرر نفسه

لكن دراسة جديدة للحشرات العصوية تشير إلى أن التطور قد يكرر نفسه في بعض الأحيان بطريقة يمكن التنبؤ بها، مما قد يساعدنا على فهم كيفية تغير الكائنات الحية استجابة لضغوط الاختيار والانتقاء الطبيعي.

دراسة أنماط التمويه للحشرات العصوية

قام باتريك نوسيل، عالم الأحياء التطوري في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، وزملاؤه بدراسة أنماط التمويه للحشرات العصوية، وبشكل أساسي حشرات Timema cristinae، وبعد 30 عاماً من بيانات الدراسة الميدانية من 10 مواقع منفصلة، وجدوا أن التكرار جزء أساسي من تطور حشرة العصا.

منذ تسعينيات القرن الماضي، كان نوسيل وزملاؤه يقومون بصيد الحشرات غير القادرة على الطيران من جوانب الطرق في الجبال القريبة من سانتا باربرا، كاليفورنيا.

التطور قابل للتكرار ويعيد نفس الصفات 

هناك ثلاثة أنواع مختلفة من T. cristinae تقوم بتمويه نفسها، إما بخطوط بيضاء أو بلون أخضر عادي لتتناسب مع النباتات المضيفة المفضلة لديها، أو بلون أغمق في حالات نادرة، وتضع الحشرات العصوية بيضها مرة واحدة فقط في السنة، لذلك يمثل كل عام في الدراسة جيل جديد من الحشرات العصوية، دون أي تداخل.

ومع جمع أكثر من 32 ألف حشرة وفهرستها، تمكن الفريق من اكتشاف الاتجاهات، حيث وجد الباحثون أنه في جميع المجموعات السكانية العشر المنفصلة جغرافياً، فإن تواتر الحشرات العصية الخضراء والمخططة يدور من سنة إلى أخرى بطريقة يمكن التنبؤ بها، فإذا أصبحت الخطوط أقل شيوعاً في أحد الأعوام، فإنها تتزايد في العام التالي، والعكس صحيح.

ومع ذلك، فإن نسبة الحشرات النادرة ذات اللون الداكن، التي تمتزج بأرضية الغابة، ظلت منخفضة إلى حد ما ومستقرة مع مرور الوقت.

حيوانات تكرر نفس السمات خلال تطورها

وكتب نوسيل وزملاؤه في دراستهم: "تشير نتائجنا إلى أن التطور قابل للتكرار وهو يعيد نفس الصفات".

تذكرنا هذه النتائج بالدراسات السابقة التي حاولت فهم سبب استمرار التطور في صنع وتفكيك السرطانات، بمخططات أجسامها الجانبية، وأصدافها القوية، ومخالبها الضخمة، وقد أظهرت الأبحاث أيضاً أن الكائنات الحية الأخرى، مثل سمكة أبو شوكة، لديها ميل مماثل لتطوير نفس السمات مراراً وتكراراً.

موقع Science Alert