قبيلة باجاو .. بدو البحر في الشرق الأقصى

منوعات

قبيلة باجاو .. بدو البحر وأسياد الغوص الحر في جنوب شرق آسيا

30 حزيران 2024

عاشت  قبيلة باجاو طويلًا على مياه جنوب شرق آسيا، حيث تطورت لتصبح مجموعة بشرية تعيش في البحر بقدرات جسمانية فريدة من نوعها.

 يعيش أفراد القبيلة في قوارب ويعتمدون على البحر كمصدر رئيسي للعيش، دون أن يكون لديهم وطن ثابت يطلقون عليه اسمهم.

 لديهم إحساس ضئيل بالزمن والعمر، فلا يعتمدون على الساعات أو التقويمات أو أعياد الميلاد.

 أصل وتاريخ قبيلة باجاو

الأصل الدقيق لقبيلة باجاو غير معروف، لكنهم يعتبرون مجموعة عرقية من أصل ملايوي. 

عاش أفراد القبيلة على المياه لقرون طويلة ويعتمدون على الصيد والتجارة البحرية.

 يعتبر الباجاو من بين آخر المجموعات البشرية التي لا تزال تمارس حياة البحر، حيث ينتقلون من مكان لآخر ويبقون غير مرتبطين بأي من الدول المجاورة بشكل رسمي.

 قصتهم متجذرة في الفولكلور الفريد والتقاليد الخاصة بهم، حيث تنتقل هذه القصص شفهيًا من جيل إلى آخر. 

إحدى القصص الشعبية تروي حكاية رجل كبير الحجم اسمه باجاو، كان يساعد شعبه في جمع الأسماك بفضل حجمه الكبير الذي كان يسبب فيضانات في النهر، مما يسهل عملية الصيد

مهارات الغوص والتحمل عند أفراد قبيلة باجاو

يُعرف أفراد قبيلة باجاو بمهاراتهم الفريدة في الغوص الحر، حيث يمكنهم الغوص إلى أعماق تصل إلى 70 مترًا والبقاء تحت الماء لفترات طويلة بفضل تطورهم الفسيولوجي الذي يتضمن طحالًا أكبر بنسبة 50% من المتوسط البشري. هذا التطور يسمح لهم بتخزين كمية أكبر من خلايا الدم الحمراء المؤكسجة، مما يمكنهم من البقاء تحت الماء لفترات أطول.

تعلم الأطفال السباحة والصيد منذ سن الثامنة، مما يجعلهم خبراء في الغوص والصيد بالرمح اليدوي.

 يقضون حوالي خمس ساعات يوميًا تحت الماء للصيد وجمع الكنوز البحرية مثل اللؤلؤ وخيار البحر. يتمتع الباجاو أيضًا برؤية تحت الماء ممتازة، مما يمنحهم ميزة في صيد الكنوز البحرية التي يصعب العثور عليهاالأنشطة الاقتصادية 

يعتمد باجاو بشكل رئيسي على صيد الأسماك وجمع المأكولات البحرية مثل الخيار البحري واللؤلؤ. يستخدمون نظارات خشبية مصنوعة يدويًا وأسلحة بسيطة مثل الرماح اليدوية في عمليات الصيد. رغم ذلك، يواجهون تحديات اقتصادية حيث أن دخلهم من صيد الأسماك ضئيل، مما دفع الحكومة الإندونيسية لدعمهم في زراعة الأعشاب البحرية كمصدر دخل إضافي.

 يصنع أفراد القبيلة قواربهم من خشب المانغروف، حيث يبحرون لمسافات طويلة بحثًا عن أماكن جديدة للصيد والتجارة

التحديات التي تواجه قبيلة باجاو

تواجه قبيلة باجاو العديد من التحديات في الوقت الحاضر. التجارة العالمية للأسماك أضرت بتقاليد الصيد والنظم البيئية الخاصة بهم، مما أجبرهم على استخدام أساليب صيد تجارية مثل السيانيد والديناميت. كما أن انتقالهم لاستخدام الخشب الثقيل لبناء قواربهم بسبب ندرة الأشجار الخفيفة المستخدمة سابقًا زاد من حاجتهم للوقود. وصمة العيش كنوماديين أجبرت العديد منهم على التخلي عن نمط حياتهم التقليدي للاندماج في الثقافات المحيطة والحصول على المساعدات الحكومية

على الرغم من التحديات العديدة، تظل علاقة الباجاو بالبحر في قلب هويتهم وثقافتهم. يعتبر الصيد والغوص جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية ومن طقوسهم الثقافية.

بفضل مهاراتهم الفريدة في الغوص والصيد، يمثل الباجاو مثالًا حيًا على التكيف البشري مع البيئة البحرية. ومع ذلك، فإن مستقبلهم يعتمد على قدرتهم على التكيف مع التحديات الحديثة والحفاظ على ثقافتهم التقليدية في مواجهة التغيرات الاقتصادية والاجتماعية السريعة.