كشفت دراسة جديدة نُشرت يوم الأربعاء 9 يوليو في مجلة Nature أن فقدان الوزن لا يقتصر فقط على التخلص من الكيلوغرامات الزائدة، بل يحدث تغييرات عميقة على مستوى الخلايا الدهنية نفسها، ووفقا لفريق البحث من كلية إمبريال في لندن، فإن فقدان الوزن يُعيد "برمجة" الأنسجة الدهنية من الداخل، وقد يصل إلى حد "تجديدها" بيولوجيا.
التغييرات على المستوى الخلوي
أوضح الباحث الرئيسي، الدكتور ويليام سكوت، المتخصص في أبحاث السمنة، أن هذه الدراسة تسلط الضوء على الطريقة التي تتفاعل بها الأنسجة الدهنية مع فقدان الوزن، حيث يتغير التمثيل الغذائي للخلايا الدهنية بشكل واضح. ويُشير إلى أن فقدان الوزن لا يُزيل الدهون فحسب، بل يعيد تنظيم طريقة عملها واستجابتها داخل الجسم.
لماذا لا تختفي كل مشكلات السمنة بعد فقدان الوزن؟
رغم النتائج الإيجابية، أظهرت الدراسة أن بعض العلامات المرتبطة بسوء الحالة الصحية لدى مرضى السمنة، مثل الخلايا المحفزة للالتهاب، لا تختفي تماما بعد فقدان الوزن. وهذا يُفسر لماذا يستمر بعض الأشخاص الذين خضعوا لجراحات إنقاص الوزن في مواجهة مخاطر صحية معينة رغم انخفاض أوزانهم.
عينات من دهون البطن بعد الجراحة
في إطار الدراسة، جمع الباحثون عينات من الدهون تحت الجلد في منطقة البطن من 25 متطوعا مصابا بالسمنة، قبل وبعد خضوعهم لجراحات إنقاص الوزن، تراوح وقت جمع العينات بين 5 إلى 18 شهرا بعد الجراحة، وكان المشاركون في مرحلة فقدان وزن نشطة، حيث فقدوا في المتوسط حوالي 25 كيلوغراما (55 رطلا).
آفاق مستقبلية للعلاج
يأمل العلماء أن تُساهم هذه الاكتشافات في تطوير أدوية مستقبلية تستهدف الجوانب الإيجابية لفقدان الوزن، وتُخفف أو تمنع التأثيرات السلبية التي تكون متأصلة في حالات السمنة، وعلّق سكوت قائلاً:
"ما يثير حماسنا هو فهمنا المتزايد لـ ‘اليين واليانغ’ في عملية فقدان الوزن فقد نتمكن في المستقبل من ابتكار أدوية تُحفّز الفوائد وتُوقف الضرر المتأصل في الخلايا."