عوامل تساهم في تغير مفهوم مرحلة الشيخوخة

علوم

الدخول في مرحلة الشيخوخة مفهوم يتغير بشكل مستمر وفقا لعوامل متغيرة

23 نيسان 2024

يخاف الكثير من الناس من مرحلة الشيخوخة، لكن دراسة جديدة أجراها فريق دولي من الباحثين تكشف أن تعريف "الشيخوخة" يتغير باستمرار، وبالمقارنة مع الأجيال السابقة، يؤجل الناس الآن اعتبار أنفسهم "كبار السن" حتى وقت لاحق من حياتهم.

وحللت الدراسة، التي أجراها فريق من الباحثين من ألمانيا والولايات المتحدة ونشرت في مجلة علم النفس والشيخوخة، بيانات من أكثر من 14 ألف شخص ولدوا بين عامي 1911 و 1974 والذين شاركوا في دراسة المسح الألماني للشيخوخة، وتم طرح سؤال بسيط على المشاركين: "في أي عمر يمكن أن تصف شخصاً ما بأنه كبير في السن؟" 

الشيخوخة هي مفهوم متغير عبر الأجيال

وأكدت النتائج التي توصل إليها الفريق، أن الأشخاص في منتصف الستينيات من العمر يعتقدون أن "الشيخوخة" تبدأ قريباً من سن 75 عاماً، ومع ذلك، اختلف هذا التصور بشكل كبير عبر الأجيال المختلفة أو "مجموعات المواليد"، حيث يميل الأشخاص الذين ولدوا في وقت لاحق، وخاصة أولئك الذين ولدوا بعد عام 1935، إلى إعطاء عمر أصغر لاعتبار أن شخصاً ما أصبح كبيراً في السن، وبعبارة أخرى، فإن عتبة اعتبار الشخص "كبيراً بالسن" قد تغيرت صعوداً بمرور الوقت.

وقال مؤلف الدراسة، الدكتور "ماركوس فيتستاين" من جامعة هومبولت في ألمانيا: "لقد زاد متوسط العمر المتوقع، الأمر الذي قد يساهم في ظهور الشيخوخة في وقت لاحق من الحياة، كما أن بعض جوانب الصحة تحسنت بمرور الوقت، بحيث أن الأشخاص في سن معينة والذين كانوا يعتبرون كباراً بالسن في الماضي قد لا يعدون كباراً في الوقت الحاضر".

عوامل تساهم في تغير مفهوم مرحلة الشيخوخة

هناك عدة عوامل تدفع هذا التغيير في منظور "الشيخوخة"، لأن الناس يعيشون لفترة أطول الآن، فإن العمر الذي يُعتبر فيه الشخص كهلاً يتحرك بشكل طبيعي إلى وقت أبعد، كما أن التغييرات في سن التقاعد يمكن أن يكون لها تأثير أيضاً، ففي ألمانيا مثلاً، ارتفع سن التقاعد تدريجياً من 65 عام، وسوف يصل إلى 67 عام بحلول عام 2031، وإذا كان الناس يعملون لفترة أطول، فمن المنطقي أنهم قد لا يعتبرون أنفسهم "كباراً في السن" إلا في وقت لاحق من الحياة.

وكشفت الدراسة أيضاً عن بعض الاختلافات المثيرة للاهتمام بين الرجال والنساء، ففي المتوسط، تعتبر النساء أن الشيخوخة تبدأ بعد عامين ونصف من الرجال، وقد اتسعت هذه الفجوة بين الجنسين في الأجيال الشابة، حيث يميل الأشخاص الذين يعيشون في ألمانيا الشرقية السابقة، والذين لديهم متوسط عمر متوقع أقل، إلى ربط بداية الشيخوخة في وقت أبكر من نظرائهم في ألمانيا الغربية، كما أن الشعور بالوحدة، والإصابة ببعض الأمراض المزمنة، وتدهور الحالة الصحية، يرتبط أيضاً باعتبار أن الشيخوخة تبدأ في وقت أبكر. 

المصدر: مجلة علم النفس والشيخوخة