ينتج نبات الهدال، والمعروف باسم "فيسين" (viscin)، خيوطا لاصقة هلامية، ووجدت أبحاث في جامعة ماكجيل ومعهد ماكس بلانك أن هذه الخيوط الهلامية قوية بما يكفي لإغلاق الجروح، وعند ترطيب ألياف الفيسين تتحول إلى أغشية رقيقة وتصبح بعد تجفيفها أغشية صلبة وشفافة تلتصق بالأسطح.
وبين نيلز هوربيلت، المؤلف الأول للدراسة أنه وضع اللاصق على جلده لمدة ثلاثة أيام ووجد أنه مرن بدرجة كافية للتحرك دون أن ينكسر.
خيوط نبات الهدال
تنتج كل ثمرة من نبات الهدال نحو ستة أقدام من الخيوط اللاصقة، ما يسمح لهذا النبات الطفيلي بالالتصاق بالنباتات المضيفة.
واستخدم الإغريق والرومان القدماء ثمرة الهدال (أو الدبق) في تطبيقات مختلفة، مثل محاصرة الطيور وكمرهم لقرحة الجلد.
الاستخدامات الطبية للفيسين
لاختبار المادة اللاصقة، قام الفريق بعمل شقوق على جلد خنزير (ليس على قيد الحياة) بشفرة حلاقة، ما أدى إلى إحداث عدة جروح طفيفة، وأغلقت الشقوق عن طريق نشر المادة اللاصقة اللزجة، والتي سمح الفريق لها بعد ذلك بالجفاف.
ووجد الفريق أن مادة الفيسين "الحريرية اللامعة" المانعة للتسرب بقيت في مكانها وبقيت الجروح مغلقة، في حين أن تلك التي لم تتم تغطيتها بالفيسين بقيت تنفتح بسهولة.
وعلى جلد الإنسان الحي، ظل الفيسين المانع للتسرب اللزج ثابتا لمدة ثلاثة أيام على الأقل، ولإزالة الأنسجة، يمكن استخدام الحك ببساطة عن طريق فرك المنطقة التي يغطيها.
وعلى الرغم من أن النبات وثماره سامة عند استهلاكها، إلا أنها ليست سامة عند وضعها على الجلد.
الكيمياء الكامنة وراء خيوط الفيسين اللاصقة
وتتمثل الأهداف التالية للعلماء في فهم أفضل للكيمياء الكامنة وراء هذه المادة الشديدة اللزوجة حتى يتمكنوا من تكرار العملية.
وقال ماثيو هارينغتون، أحد كبار مؤلفي البحث، في بيان: "حقيقة أن الفيسين يمكن أن يلتصق بالخشب والجلد أو الريش، قد تكون ذات صلة بالتطور. لكن من الصعب تفسير الالتصاق بأسطح اصطناعية مختلفة، مثل البلاستيك والزجاج والسبائك المعدنية، من وجهة نظر تكيفية. لذا قد يمثل الفيسين ببساطة كيمياء التصاق متعددة الاستخدامات، وهو ما يجعل استكشاف ما يجري كيميائيا أمرا مثيرا للاهتمام."
