القضاء على بكتيريا المعدة "هليكوباكتر بيلوري" يمنع 75٪ من حالات سرطان المعدة

الوقاية من سرطان المعدة بعلاج هذا النوع من البكتيريا الوقاية من سرطان المعدة بعلاج هذا النوع من البكتيريا

أكد باحثون في دراسة حديثة في مجلة Nature Medicine أن نحو ثلاثة أرباع حالات سرطان المعدة يمكن الوقاية منها إذا تم القضاء على عدوى شائعة تُعرف باسم هيليكوباكتر بيلوري (Helicobacter pylori)، وتعد هذه البكتيريا السبب الرئيسي للإصابة بسرطان المعدة المزمن، ويمكن علاجها باستخدام مزيج من المضادات الحيوية ومثبطات مضخة البروتون.

ترأس فريق البحث الدكتور "جين يونغ بارك" من الوكالة الدولية لأبحاث السرطان في مدينة ليون الفرنسية، حيث أشار إلى أن 76% من حالات سرطان المعدة المستقبلية مرتبطة بهذه العدوى البكتيرية.

العدوى منتشرة عالميا وتنتقل عبر سوائل الجسم

وفقا لمايو كلينك، فإن أكثر من نصف سكان العالم قد يُصابون بعدوى H. pylori خلال حياتهم، وهي تنتقل من شخص لآخر عبر سوائل الجسم مثل اللعاب، أو القيء، أو البراز، وتسبب العدوى أعراضا تشمل آلام المعدة، الانتفاخ، الغازات، كما قد تؤدي إلى قرحات في المعدة أو الأمعاء الدقيقة

عبء عالمي ثقيل والهند والصين في الصدارة

استنادا إلى بيانات عام 2022 من 185 دولة، توقعت الدراسة أنه في حال عدم اتخاذ أي إجراءات وقائية، فإن حوالي 15.6 مليون شخص من المولودين بين عامي 2008 و2017 سيُصابون يوما ما بسرطان المعدة، وأن 11.9 مليون من هذه الحالات ستكون ناتجة عن عدوى H. pylori.

ومن بين هذه الأرقام:

10.6 مليون حالة متوقعة في قارة آسيا، منها 6.5 مليون في الهند والصين وحدهما.

2 مليون حالة في الأمريكتين.

1.7 مليون حالة في أفريقيا.

ورغم أن عدد الحالات في أفريقيا أقل مقارنة بآسيا، إلا أن الباحثين حذروا من ارتفاع كبير متوقع مع تزايد عدد السكان في القارة، حيث يتوقع أن يتضاعف عبء المرض نحو ست مرات بحلول العقود المقبلة.

غياب السياسات الصحية في الدول المتقدمة

انتقدت الدراسة غياب التدخلات الصحية الرسمية حتى في الدول المتقدمة. ففي الولايات المتحدة، لا توجد حتى الآن توصيات أو إرشادات وطنية للوقاية من سرطان المعدة، رغم أنه يصيب بنسب أعلى بعض الفئات مثل الأمريكيين من أصول آسيوية، والإسبان، والأفارقة الأمريكيين، وسكان أمريكا الأصليين.

كما لوحظت زيادة في حالات سرطان المعدة بين الشباب (دون سن الخمسين) في الولايات المتحدة بين عامي 2016 و2022، وخصوصا لدى النساء.

الحاجة إلى لقاح فعال والاستثمار في الأطفال

رغم إمكانية علاج عدوى H. pylori بسهولة، إلا أن الباحثين شددوا على أهمية تطوير لقاح فعال كحل طويل الأمد للوقاية، وأشاروا إلى أن هناك لقاحا واحدا فقط اجتاز المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، داعين إلى زيادة الاستثمار في تجارب اللقاحات، خاصة للأطفال، بهدف توضيح آلية المناعة الوقائية الناتجة عن التطعيم.

بحسب الجمعية الأمريكية للسرطان، يُتوقع تسجيل نحو 30,300 حالة جديدة من سرطان المعدة في الولايات المتحدة خلال هذا العام، مع وفاة 10,780 شخصا بسببه، ومعظمهم من كبار السن.

يمثل القضاء على عدوى Helicobacter pylori فرصة ذهبية لتقليل العبء العالمي لسرطان المعدة، خاصة في البلدان ذات الموارد المرتفعة مثل الهند والصين، وتشير الدراسة إلى أن الوقاية تبدأ بالتشخيص المبكر، والعلاج الفوري، وربما مستقبلا باللقاحات، مما يُسهم في إنقاذ ملايين الأرواح حول العالم.