نظام إيكاروس: مراقبة الحيوانات من الفضاء للتنبؤ بالزلازل والبراكين قبل وقوعها

مراقبة الحيوانات فضائيا للتنبؤ بالكوارث الطبيعية

ما هو نظام "إيكاروس"؟

"إيكاروس" (ICARUS) هو اختصار للتعاون الدولي لأبحاث الحيوانات باستخدام الفضاء، هذا النظام يهدف إلى مراقبة تحركات الحيوانات من الفضاء للتنبؤ بالكوارث الطبيعية مثل الزلازل والبراكين، يعتمد المشروع على أحدث تقنيات التتبع وأجهزة استشعار صغيرة وخفيفة الوزن تُثبَّت على الحيوانات لجمع البيانات حول سلوكها وتحركاتها.

دور الحيوانات في التنبؤ بالكوارث

منذ العصور القديمة، لوحظ أن الحيوانات تتصرف بشكل غير عادي قبل وقوع الكوارث على سبيل المثال:

تهرب الأفاعي من المناطق المهددة.

ترفض الماعز في جبل إتنا الصعود إلى المرتفعات التي تجذبها عادة.

اختفت الضفادع قبل زلزال لاكويلا المأساوي في عام 2009.

يقود المشروع مارتن ويكيلسكي من معهد ماكس بلانك للسلوك الحيواني، الذي يؤمن بأن فهم سلوك الحيوانات يمكن أن يكون نقطة تحول في التخفيف من آثار الكوارث الطبيعية وفهم التغيرات المناخية.

تحديات المشروع

في عام 2018، أُطلق نظام "إيكاروس" إلى الفضاء، لكن المشروع واجه صعوبات تقنية وأخرى ناجمة عن الحرب في أوكرانيا، كان التعاون مع علماء روس لاستخدام تلسكوب راديوي على محطة الفضاء الدولية جزءا من الخطة، لكنه تعطل بسبب الأوضاع الجيوسياسية. رغم ذلك، تمكن الفريق من تتبع حركات الخفافيش والطيور والظباء من ألاسكا إلى بابوا غينيا الجديدة.

تطورات جديدة: الأقمار الصناعية الصغيرة

مع تعطل المشروع الأصلي، تطورت تكنولوجيا التتبع والذكاء الاصطناعي وأنظمة الأقمار الصناعية، مما سمح للفريق بتطوير أقمار صناعية صغيرة تُعرف باسم "CubeSats"، تهدف هذه الأقمار إلى إنشاء "إنترنت الحيوانات"، وهو نظام يعتمد على البيانات الضخمة لتحليل سلوك الحيوانات وفهم البيئة والتنبؤ بمستقبلها.

الفوائد الاقتصادية

وفقاً للفريق، فإن مراقبة الحيوانات من الفضاء يمكن أن يكون بديلاً اقتصاديا لنظم الإنذار التقليدية، على سبيل المثال، أنظمة الكشف المبكر عن التسونامي في المحيط الهندي تكلف الدول ما بين 50 إلى 100 مليون دولار سنويا، في حين أن نظام "إيكاروس" الكامل سيكلف بين 10 و15 مليون دولار سنويا.

إطلاق النظام الجديد

من المقرر إطلاق النظام المطور العام المقبل مع ستة أقمار صناعية صغيرة، الهدف هو بناء نظام دائم لتتبع الحيوانات في جميع أنحاء العالم، مما قد يوفر بيانات كافية لفهم كيفية استجابة الحيوانات قبل الكوارث الطبيعية.

آفاق المستقبل

في تصريح لصحيفة The Guardian، أكد ويكيلسكي أن النظام سيستمر في التوسع حتى يصبح عنصرًا مقبولا في العلوم التقليدية للتنبؤ بالكوارث. وصرّح قائلاً:

"ستساعدنا البيانات الهائلة التي تسجلها أجهزة الاستشعار الحديثة على تحديد مدى ملاءمة الحيوانات كنظام إنذار مبكر، وأي الأنواع هي الأكثر دقة."

إذا تمكن نظام "إيكاروس" من توفير تنبؤات دقيقة للزلازل، والانفجارات البركانية، والأعاصير، فسيعيد إحياء المعرفة التقليدية لسلوك الحيوانات من أجل خدمة البشرية.