أوضح الإعلامي محمد الحمد، الصور التي تؤكد أن إرادة المقاومة هي التي نفذت على أرض الواقع في صفقة الأسرى في غزة، كاشفا عن أهداف خطة ترامب وسر توقيتها.
شروط اتفاق وقف إطلاق النار في غزة هي شروط المقاومة
حيث شدد الحمد في لقاء على قناة اليمن الفضائية، على أن حماس والمقاومة الفلسطينية في غزة اختصرت المشهد كاملا عندما رضخ الكيان الصهيوني على التوقيع على صفقة تبادل الأسرى، معللا ذلك بأن هذا الكيان كان طوال الفترة الماضية يهدد بأن هدفه هو تحرير الأسرى والقضاء على المقاومة فكانت النتيجة قبوله بشروط المقاومة.
وبين بأن الشروط الموضوعة في الاتفاق هي شروط المقاومة، لأن القادة الإسرائيليين كانوا يتحدثون عن استحالة الانسحاب من محور نتساريم، أو من محور فيلادلفيا الذي هو محور صلاح الدين المتاخم لرفح المصرية، أو أن ينسحبوا قبل القضاء على المقاومة أو دون أن يبقى لهم تواجدا في غزة، فهذه كلها كانت شروطا موضوعة على الطاولة، لكن النتيجة كانت أن الإسرائيلي وقع على الانسحاب الكامل من غزة، وعلى الذهاب إلى صفقة تفاوض لتسليم الأسرى، والمرونة الواحدة التي قدمتها المقاومة هي المتعلقة بأعداد الأسرى، فالذي حصل حقيقة يؤكد أن إرادة المقاومة هي التي نفذت على أرض الواقع.
مشاهد تسليم الأسرى الإسرائيليين صدمت الكيان
ولفت الحمد إلى صورة أخرى صدمت العدو وهي مراحل تسليم الأسرى بالشكل والطريقة التي تمت، مبينا أنه وعند الاستماع إلى الإعلام الصهيوني حينما يتم سؤال القادة الأمنيين أو النخب عن هذه المشهد، يتضح أن هناك صدمة وذهول، ويتساءلون عما كان يفعله الجيش الإسرائيلي طيلة 15 شهرا، وأين هذه التدمير كي تخرج المقاومة بهذا الشكل وهذه الطريقة، وكم يحتاجون من الوقت بعد الآن كي يخوضون حروبا يستطيعون خلاله القضاء على المقاومة.
أسباب خطة ترامب في غزة وأهدافها
واعتبر بأن النقطة الأخرى الهامة جدا، هي أن الهدف من الحرب الإسرائيلية كان أيضا عودة المهجرين إلى مستوطناتهم سواء في الشمال أو غلاف غزة، ولحد هذه اللحظة لم يعد المهجرين لا في الشمال ولا في الغلاف، والسبب أن الخوف والقلق ما زال مستمرا، وذلك لأن المقاومة ما زالت موجودة، فلم يستطع الكيان القضاء على المقاومة لا في جنوب لبنان ولا في غزة، وبالتالي فإن جميع الأهداف التي رسمت قد فشلت تماما، ولذلك أتى موضوع الذهاب تجاه مشاريع سياسية، وهي ذات المشاريع التي ذهب بها وزير الخارجية الأمريكي السابق بلينكن في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، والتي حاول فيها قدر الإمكان العمل بهذا الطريق لأنه يعلم جيدا أن الجانب العسكري لن تكون فيه نتائج.
ورأى الحمد بأن هذه المشاريع السياسية اشتركت بها دول العار، والسلطة وغيرها، وهي مدعومة من الغرب، واليوم اختصرها ترامب بهذه الجمل، والغاية منها حماية حكومة الكيان من السقوط، ودعمها كي تستمر، وفي ذات الوقت المساعدة قدر الإمكان كي لا ينزلق داخل الكيان باتجاه الفوضى وربما الاقتتال الداخلي، وأيضا يحاول تحويل الفشل العسكري إلى نجاح على المستوى السياسي، فهو موضوع تهجير لكن بعنوان إعادة إعمار، ويعتقد أنه يستطيع الضحك على الذين أذلوه عسكريا طيلة 15 شهرا، لأن الولايات المتحدة اشتركت في هذه الحرب أيضا، وتم تمزيق قواتها في أول هجمة في الدخول ميدانيا إلى غزة وهذا ما قاله مستشار في البنتاغون عندما أكد بأن قوات الدلتا كانت من طليعة الداخلين إلى غزة وعادوا أشلاء، وهنا تأتي هذه الالتفافات التي يحاولون فيها الضغط على مصر أو الأردن من خلال هذه التصريحات الإعلامية ومن خلال أن تكون غزة ريفييرا في المنطقة وأن تجتذب الناس من جميع أنحاء العالم.
وأشار إلى أن خطة ترامب في غزة لها هدف آخر أيضا، لأن طوفان الأقصى ضرب مرتكزات الكيان الأساسية التي يقف عليها، وأوقف موضوع هجرة اليهود إلى فلسطين المحتلة، فهنا يحاول ترامب من بوابة غزة والضفة أن يعيد هذه الهجرة مرة أخرى، لكن هذه الأمور قد جرى هدمها بالكامل.