أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في نهاية يونيو 2025 عن تخصيص 3.5 مليار دولار ضمن ميزانية الدفاع لعام 2026 لبرنامج "الجيل القادم من التفوق الجوي" (NGAD)، والذي يشمل تطوير المقاتلة F-47، ويتضمن هذا الاستثمار 2.6 مليار دولار كتمويل مبدئي، بالإضافة إلى 900 مليون دولار معلقة على موافقة الكونجرس، وأكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث أن هذه الخطوة تهدف إلى الحفاظ على التفوق الجوي العالمي، خاصة في مواجهة التطورات الصينية المتسارعة في مجال الطيران العسكري.
مواصفات المقاتلة F-47 ودورها في مواجهة التهديدات الصينية
تم تطوير المقاتلة F-47 من قبل شركة بوينج كطائرة من الجيل السادس، مصممة لتحل محل مقاتلات F-22 رابتور، تتميز بتقنيات متطورة مثل التخفي المحسن وأنظمة دفع متكيفة وأجهزة إلكترونيات طيران متقدمة، بالإضافة إلى قدرتها على التحكم بطائرات مسيرة قتالية (CCA). وصممت F-47 لتعمل في بيئات مضادة للوصول/منع المنطقة (A2/AD)، مما يعزز قدرتها على اختراق الدفاعات الجوية المعقدة.
من ناحية أخرى تطور الصين مقاتلاتها من الجيل السادس، مثل Chengdu J-36 وShenyang J-50، والتي تتميز بتصاميم متطورة تزيد من قدراتها القتالية والتخفي، وقد دفع هذا التقدم العسكري الصيني الولايات المتحدة إلى تسريع تطوير F-47 لضمان الحفاظ على التفوق الجوي في المحيطين الهندي والهادئ، خاصة في حالات النزاع المحتملة حول تايوان أو بحر الصين الجنوبي.
الأهمية الاستراتيجية لـ F-47 وتأثيرها على ميزان القوى العالمي
ولا تقتصر أهمية F-47 على التفوق التكنولوجي فحسب، بل تمثل ضرورة استراتيجية للحفاظ على الهيمنة الجوية الأمريكية، فمع تزايد التهديدات الصينية يصبح امتلاك طائرة قادرة على العمل ضمن شبكة قتالية متكاملة مع حلفاء الناتو عاملا حاسما في أي مواجهة مستقبلية، كما أن قدرة F-47 على تنسيق العمليات مع الطائرات المسيرة ونقل البيانات الاستخباراتية بسرعة ستمنح الولايات المتحدة ميزة كبيرة في ساحة المعركة.
وعلى الصعيد الصناعي يعتمد برنامج F-47 على خبرة مقاولين شاركوا في تطوير طائرات مثل F-35 وB-21، مما يضمن تقليل التكاليف وزيادة الكفاءة، فمع دخول الطائرة مرحلة الإنتاج الكامل خلال العقد المقبل، يتضح أن الهدف الأساسي هو الحفاظ على التفوق الجوي الأمريكي في مواجهة أي تهديدات مستقبلية، مما يعزز ميزان القوى العالمي لصالح واشنطن