تأثير تغير المناخ على الصحة العصبية

علوم

تغير المناخ يزيد من أمراض الدماغ

16 أيار 2024

توصلت دراسة جديدة إلى أن تغير المناخ  يؤثر على الدماغ ويزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والصداع النصفي والتهاب السحايا والصرع والتصلب المتعدد والفصام ومرض الزهايمر ومرض باركنسون.

دور الدماغ في إدارة التحديات البيئية

إن دماغ الإنسان هو المسؤول عن إدارة التحديات البيئية التي نواجهها، وخاصة ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة عن طريق تحفيز التعرق وإخبارنا بالانتقال من الشمس إلى الظل.

حيث أن كل واحدة من مليارات الخلايا العصبية في دماغنا تشبه جهاز كمبيوتر مختص بالتعلم والتكيف، وتمتلك هذه الخلايا العديد من المكونات النشطة كهربائياً، حيث تعمل كل واحدة من هذه المكونات بمعدلات مختلفة اعتماداً على درجة الحرارة المحيطة، وهي مصممة للعمل معاً ضمن نطاق ضيق من درجات الحرارة، ولذلك تعمل أجسادنا، وجميع مكوناتها، بشكل جيد ضمن هذه الحدود التي تكيفنا معها على مدى آلاف السنين.

تكيف الدماغ على العمل بدرجات حرارة معينة

تطور البشر في أفريقيا وهم يشعرون عموماً بالراحة بين درجة حرارة تتراوح بين 20 إلى 26 درجة مئوية ورطوبة تتراوح بين 20% إلى 80%، وفي الواقع، تعمل العديد من مكونات الدماغ بالقرب من قمة نطاق درجات الحرارة الخاصة بها، مما يعني أن الزيادات الطفيفة في درجة الحرارة أو الرطوبة قد تعني أنها ستتوقف عن العمل بشكل جيد معاً.

تأثير تغير المناخ على عمل الدماغ

وعندما تتغير تلك الظروف البيئية بسرعة إلى نطاقات غير معتادة، كما يحدث مع تغير درجات الحرارة والرطوبة المرتبطة بتغير المناخ، فإن دماغنا يكافح من أجل تنظيم درجة حرارتنا ويبدأ في التعرض للمشاكل.

يمكن لبعض الأمراض أن تعطل بالفعل عملية التعرق، وهو أمر ضروري للحفاظ على برودة الجسم، أو وعينا بأننا نشعر بالحرارة الشديدة، كما أن بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الحالات العصبية والنفسية تزيد من تعقيد المشكلة من خلال إضعاف قدرة الجسم على الاستجابة مما يقلل من التعرق أو يزعج آلية تنظيم درجة الحرارة في الدماغ.

وتتفاقم هذه التأثيرات بسبب موجات الحر، فعلى سبيل المثال، تؤثر موجات الحر على النوم، كما أن النوم المضطرب يجعل بعض الحالات، مثل الصرع، أسوأ، ويمكن لموجات الحرارة أن تجعل التوصيلات العصبية في الدماغ تعمل بشكل أقل جودة، ولهذا السبب يمكن أن تتفاقم الأعراض لدى الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد في الحرارة، كما أن ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يجعل الدم أكثر كثافة وأكثر عرضة للتجلط بسبب الجفاف أثناء موجات الحر، مما يؤدي إلى السكتات الدماغية.

تأثير تغير المناخ على المصابين بأمراض عصبية

لذا فمن الواضح أن تغير المناخ سيؤثر على العديد من الأشخاص المصابين بأمراض عصبية ، وغالباً بعدة طرق مختلفة، ومع ارتفاع درجات الحرارة، أصبح الدخول إلى المستشفى بسبب الخرف أكثر شيوعاً، ويمكن أن تتدهور السيطرة على النوبات في حالة الصرع، وتتفاقم الأعراض في مرض التصلب المتعدد وترتفع معدلات الإصابة بالسكتة الدماغية، مع حدوث المزيد من الوفيات المرتبطة بالسكتة الدماغية، كما أن العديد من الحالات النفسية الشائعة والخطيرة، مثل الفصام، والتي تتفاقم وترتفع معدلات دخولها إلى المستشفى.

موقع The Conversation