في دراسة حديثة شارك فيها باحثون من جامعة تكساس التقنية، اكتشف العلماء جينيا في الخفافيش يمكنه تقليل إنتاج فيروس SARS-CoV-2 بنسبة تصل إلى 90%، وهو ما قد يفتح الباب أمام استراتيجيات علاجية جديدة لمكافحة الأمراض الفيروسية.
قدرة الخفافيش الفريدة على مقاومة الفيروسات
تمثل الخفافيش ظاهرة فريدة في عالم الأحياء، حيث يمكنها مقاومة العديد من الفيروسات القاتلة التي تؤثر بشكل خطير على البشر، وفقا للبروفيسور ديفيد راي، الذي قاد البحث في مختبره بجامعة تكساس التقنية، فإن الخفافيش تمتلك أنظمة مناعية متطورة تساعدها في التعايش مع الفيروسات دون أن تصاب بأعراض المرض.
دور الجينات القافزة في تعزيز التنوع الجيني
تشير الدراسة إلى أن العناصر القابلة للانتقال (TEs) داخل جينوم الخفافيش تلعب دورا أساسيا في توليد مسارات جينية جديدة لمكافحة الفيروسات، هذا التنوع الجيني يتيح للخفافيش قدرة فائقة على التكيف مع التحديات البيئية، بما في ذلك الأمراض الفيروسية مثل COVID-19.
كشف أسرار جينوم الخفافيش
يعد هذا البحث جزءا من مشروع Bat1K الدولي، الذي يهدف إلى تحليل جينومات جميع أنواع الخفافيش البالغ عددها حوالي 1,500 نوع، يقود المشروع معهد سينكنبرغ للأبحاث ومتحف التاريخ الطبيعي في فرانكفورت، بمشاركة علماء من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك البروفيسور مايكل هيلر من جامعة غوته.
جين ISG15: مفتاح لمقاومة الفيروسات
أحد الاكتشافات الرئيسية في الدراسة هو الدور الفريد لجين ISG15، الذي يرتبط بمسار خطير للإصابة بـ COVID-19 لدى البشر، بينما لم يظهر الجين البشري أي تأثير مضاد للفيروسات، أظهر نظيره في الخفافيش قدرة مذهلة على تقليل إنتاج فيروس SARS-CoV-2 بنسبة 80-90%.
التطبيقات المستقبلية لهذا الاكتشاف
يؤكد العلماء أن هذه النتائج توفر قاعدة مهمة لدراسات مستقبلية تهدف إلى فهم آليات المناعة الفريدة لدى الخفافيش، قد يؤدي هذا الفهم إلى تطوير استراتيجيات جديدة لمكافحة الفيروسات، مما قد يسهم في الوقاية من الأوبئة في المستقبل.
يُعد هذا البحث خطوة هامة نحو استغلال القدرات البيولوجية للخفافيش لتطوير حلول علاجية مبتكرة للأمراض الفيروسية، ما قد يشكل تحولا جذريا في الطب الحديث.