في خطوة كبيرة نحو تحديث ترسانتها الدفاعية، منحت البحرية الأمريكية عقدا تطويريا بقيمة 29.9 مليون دولار لشركة "كويرنت أيروسبيس آند ديفينس" المتخصصة في أنظمة الطاقة الموجهة، يأتي المشروع الذي أطلق عليه اسم "سونجبو" استجابة للتحديات المتزايدة التي تواجهها السفن الأمريكية من تهديدات الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، فالنظام الجديد يعتمد على تكنولوجيا الليزر الليفي النبضي عالي الطاقة، مع قدرة تصعيدية تصل إلى 400 كيلوواط، مما يجعله أحد أقوى أنظمة الليزر العسكرية في العالم، ومن المقرر أن يبدأ التشغيل التجريبي للنظام بحلول يناير 2027، مع إمكانية توسيع نطاق المشروع حسب الحاجة التشغيلية.
كيف سيغير نظام الليزر "سونجبو" مستقبل الحروب البحرية
كشفت عمليات البحرية الأمريكية الأخيرة في البحر الأحمر وخليج عدن عن أزمة لوجستية كبيرة، فمنذ أكتوبر 2023، اضطرت السفن الحربية لاستخدام أكثر من 100 صاروخ من نوع "ستاندارد" ( يصل سعر الواحد منها إلى 4 ملايين دولار ) لاعتراض ما يزيد عن 91 هدفا بين طائرات مسيرة وصواريخ كروز وباليستية، وقد بلغت التكلفة الإجمالية لهذه الاعتراضات حوالي مليار دولار حتى أبريل 2024، وهو ما وصفه الأميرال كريستوفر جرادي نائب رئيس الأركان بأنه "غير مستدام".
إن نظام "سونجبو" يقدم حلا ثوريا لهذه المعضلة، حيث تتراوح تكلفة الطلقة الواحدة بين 1 إلى 10 دولارات فقط، مع قدرة على التشغيل المستمر طالما تتوفر الطاقة الكهربائية من السفينة.
التحديات التقنية وسبل التغلب عليها في أنظمة الليزر القتالية
يعتمد تصميم "سونجبو" على دمج أربع وحدات ليزرية بقوة 50 كيلوواط لكل منها، مع نظام تحكم دقيق في الحزمة الضوئية يضمن تركيز الطاقة على الهدف بدقة عالية، وتشمل التطبيقات المتوقعة للنظام تدمير الطائرات المسيرة والصواريخ، وعمليات الاستشعار والمراقبة عن بعد، وتوجيه الأسلحة الدقيقة بالإضافة إلى تعطيل أنظمة التوجيه البصرية للعدو.
ويتميز النظام بقدرته على التكامل مع منصات بحرية متعددة، بما في ذلك أحدث مدمرات فئة "آرلي بيرك"، رغم التحديات التقنية المتعلقة بالطاقة والتبريد، كما يكمل "سونجبو" أنظمة الليزر الأخرى التي تعمل عليها البحرية مثل "هيليوس" و"أودين"، ضمن استراتيجية شاملة لإنشاء "عائلة أنظمة ليزر بحرية" متكاملة.