نجح الجيش البريطاني في نشر نظام سلاح ليزر مثبت على مركبة مدرعة، ليكون ذلك الاستخدام الأول من نوعه لهذه التقنية في الميدان، تم تطوير نظام الليزر عالي الطاقة (HEL) عبر تعاون بين إدارة المعدات والدعم (DE&S)، ومختبر الدفاع للعلوم والتكنولوجيا (DSTL)، وشركة رايثيون المملكة المتحدة، تم اختبار النظام بنجاح في أكتوبر 2024 في ميدان رادنور في ويلز.
تطبيق تقنيات الطاقة الموجهة لمكافحة التهديدات الجوية
هذا الاختبار الذي يمثل خطوة رئيسية في تطوير أسلحة الطاقة الموجهة، تم من خلال تركيب الليزر على مركبة ولفهاوند، وهي منصة مدرعة تستخدمها القوات البريطانية لنقل الجنود، قام جنود من الفوج الملكي المدفعي السادس عشر بتتبع وتدمير سلسلة من الطائرات بدون طيار أثناء الطيران، مما أظهر فعالية نظام الليزر عالي الطاقة ضد الطائرات الجوية غير المأهولة في ظروف العالم الحقيقي. إن القدرة على الاشتباك مع التهديدات الجوية وتحييدها باستخدام سلاح طاقة موجهة تمثل نقطة تحول في نهج الجيش البريطاني لمكافحة الأهداف السريعة والمتحركة مثل الطائرات بدون طيار.
إنتاج تقنيات متقدمة لمكافحة الطائرات بدون طيار
تم هذا الاختبار بفضل التعاون بين DSTL وDE&S ورايثيون المملكة المتحدة، معا طوروا النظام كجزء من جهود وزارة الدفاع البريطانية لاستكشاف حلول تكنولوجية متقدمة وفعالة من حيث التكلفة وقابلة للتوسع لحماية الأصول العسكرية من التهديدات المتزايدة للطائرات بدون طيار، يعد هذا النجاح جزءا من مشروع سوينتون، وهو نموذج أولي لنظام أسلحة الطاقة الموجهة (LDEW)، الذي يعرض جدوى الليزر كحل مستقبلي لمكافحة الأنظمة الجوية غير المأهولة (C-UAS).
التحديات الجديدة في مواجهة الطائرات بدون طيار
شهدت الحرب الأوكرانية تحولا كبيرا في ساحة المعركة مع الاستخدام المكثف للطائرات بدون طيار من قبل كلا الجانبين في مهام الاستطلاع والهجوم وجمع المعلومات الاستخبارية، هذه الأجهزة الصغيرة والرخيصة سمحت للقوات الأوكرانية بتنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف استراتيجية، متجاوزة الدفاعات التقليدية. في نفس الوقت، أثبتت الطائرات بدون طيار أنها أدوات فعالة في مضايقة وتعطيل خطوط العدو، حيث تقدم نسبة تكلفة إلى فعالية ممتازة مقارنة بالأسلحة التقليدية الأكبر.
حلول منخفضة التكلفة لمواجهة التهديدات الجوية
في مواجهة هذه التهديدات المتزايدة، أصبح من الضروري أن تمتلك الجيوش حلولا فعّالة من حيث التكلفة لمكافحة الطائرات بدون طيار، بما في ذلك الذخائر الطائرة والطائرات بدون طيار المستخدمة للمراقبة. أصبحت تقنيات مثل أسلحة الطاقة الموجهة أساسية لضمان حماية القوات المسلحة ضد هذا النوع الجديد من الحروب غير المتماثلة، حيث يمكن لهذه الأسلحة تدمير الطائرات في الطيران بتكلفة أقل بكثير مقارنة بالذخائر التقليدية.
آلية عمل أسلحة الطاقة الموجهة
يعمل نظام LDEW من خلال توجيه شعاع مكثف من الضوء تحت الأشعة تحت الحمراء على الهدف باستخدام أجهزة استشعار وأنظمة تتبع متقدمة، التي تحافظ على دقة التصويب في الوقت الحقيقي وتثبيت الهدف، ولأسباب أمنية، لم يتم الكشف عن المدة التي يجب أن يبقى فيها الشعاع على الهدف قبل أن يتم تدميره.
الجيش البريطاني يواصل الاستثمار في تقنيات الدفاع المتقدمة
أشار ستيفن والير، قائد فريق أسلحة الطاقة الموجهة في DE&S، إلى أن هذه التكنولوجيا لا تزال في مرحلة التطور، لكن العالم قد تغير، ونحن نرى المزيد من الطائرات بدون طيار في ساحة المعركة. هذا يتطلب حلاً أكثر فعالية من حيث التكلفة لحماية قواتنا. من الواضح أن تقنيات الطائرات بدون طيار الرخيصة أصبحت الآن متاحة في السوق بفضل التقدم في القطاع التجاري، مما يعزز الحاجة إلى حلول مثل النظام LDEW لمواجهة التهديدات المتزايدة.
مواصلة تطوير تقنيات الدفاع المتقدمة
إن النجاح في اختبار ميدان رادنور ليس فقط انتصارا تقنيا، بل هو أيضا إشارة قوية على نية الجيش البريطاني للاستمرار في الاستثمار في تقنيات الدفاع المتقدمة. من خلال دمج أنظمة أسلحة الطاقة الموجهة في المركبات المدرعة مثل ولفهاوند، يستعد الجيش لمستقبل الدفاعات العسكرية حيث سيكون التركيز على الأسلحة المتقدمة وحلول الدفاع النشطة.
