تأثير العزلة الاجتماعية على الدماغ

علوم

العزلة الاجتماعية وتأثيرها على الدماغ

2 أيلول 2020 21:00

ربط عدد من الدراسات على مر السنين العزلة الاجتماعية، خاصة أثناء مرحلة الطفولة، بالنتائج الصحية السلبية التي تمتد على مدى حياة الفرد، بما في ذلك مشاكل الصحة العقلية وزيادة خطر الإصابة بأمراض معينة أيضاً.


ودائماً ما ظل لغز كيفية تسبب الشعور بالوحدة بهذه القضايا الصحية يشغل بال العلماء، على الأقل حتى الآن. وقد حددت دراسة جديدة وجود تغير في الدماغ تسببه العزلة الاجتماعية لدى الشباب، فضلا عن طريقة محتملة لعكس ذلك.

ونشرت الدراسة الجديدة في مجلة Nature Neuroscience العلمية مؤخراً، والتي توضح بالتفصيل النتائج التي توصل إليها باحثون من كلية الطب بجامعة ماونت سيناي الأمريكية في بحثهم عن العزلة الاجتماعية وتأثيرها على الدماغ، حيث حدد الباحثون مجموعات فرعية محددة من خلايا الدماغ في جزء له دور كبير في السلوك الاجتماعي الطبيعي لدى البالغين من الدماغ.

ووفقا للدراسة، توجد تلك الخلايا في قشرة الفص الجبهي، وهي معرضة تماما للعزلة الاجتماعية، حيث توصف هذه الوظيفة بأنها "لم يتم التعرف عليها من قبل"، مما يساعد على كشف كيفية تأثير العزلة الاجتماعية على الأشخاص مع فتح الباب أمام علاجات جديدة محتملة للاضطرابات النفسية الناتجة عن الوحدة.

وخلال الدراسة التي أجريت على فئران التجارب، تمكن الباحثون من زيادة التفاعل الاجتماعي في الفئران البالغة عبر استخدام الأدوية ونبضات الضوء، مما يعكس آثار العزلة الاجتماعي الناتجة عن عزل الفئران عندما كانت صغيرة. مع ذلك، فإن القيام بالمزيد من الأبحاث و الدراسات الإضافية يعتبر أمرا ضروريا لتحديد ما إذا كانت النتائج نفسها، بما في ذلك العلاج المحتمل، يمكن ترجمتها على البشر كما نجحت على فئران المختبر.

وقال كبير مؤلفي الدراسة، البروفيسور هيروفومي موريشيتا، الذي يحمل درجة الدكتوراه في الطب: "بالإضافة إلى تحديد هذه الدائرة الخلوية المحددة في قشرة الفص الجبهي المعرضة بشكل خاص للعزلة الاجتماعية أثناء الطفولة، أظهرنا أيضا أنها يمكن أن تعتبر هدفا واعدا لعلاج عيوب السلوك الاجتماعي. وذلك من خلال تحفيز دائرة الفص الجبهي المحددة التي تظهر على منطقة المهاد في مرحلة البلوغ، والتي ستمكننا من إنقاذ حالات العزلة الاجتماعية التي تصيب الأطفال والشباب صغار السن في المستقبل".

النهضة نيوز