تركيا تنجح في أول اختبار لتكامل الطائرات المسيرة مع الزوارق الانتحارية

تركيا تدمج الطائرات المسيرة والزوارق الانتحارية في نظام هجومي متكامل تركيا تدمج الطائرات المسيرة والزوارق الانتحارية في نظام هجومي متكامل

في يوم 28 يونيو 2025 سجلت تركيا إنجازا عسكريا غير مسبوق من خلال نجاح أول اختبار تكاملي بين الطائرة المسيرة بيرقدار TB3 والزورق الانتحاري PIRANA، حيث تم تنفيذ العملية من على متن حاملة الطائرات TCG Anadolu، إن هذا الاختبار يمثل قفزة نوعية في مفهوم القتال البحري الحديث، حيث تم لأول مرة دمج أنظمة جوية وبحرية مسيرة في منظومة هجومية متكاملة.

واللافت في هذه التجربة هو المستوى العالي من التنسيق بين المنظومتين، حيث عملتا بتناغم تام كذراعين متكاملين لقوة بحرية واحدة، إن هذا التطور يضع تركيا في الصدارة العالمية في مجال أنظمة القتال غير المأهولة متعددة المجالات، ويعزز بشكل كبير من قدرات الردع الاستراتيجي التركي في المناطق البحرية الحيوية.

آلية عمل المنظومة المسيرة المتكاملة التركية

وقد قامت الطائرة Bayraktar TB3 بدور العقل المدبر للعملية، حيث تولت مهام المراقبة الجوية والتوجيه الدقيق للزورق PIRANA الانتحاري، وبعد إطلاق الزورق من حاملة الطائرات، حافظت TB3 على اتصال بيانات مستمر معه، وقامت بتوجيهه بدقة متناهية نحو الهدف البحري المحدد.

والأكثر إثارة هو أن الزورق PIRANA تمكن من إصابة هدفه "وهو هيكل بحري لا يتجاوز عرضه ثلاثة أمتار" بدقة مذهلة، مما يؤكد فعالية أنظمة التوجيه المتطورة والقدرة على تنفيذ ضربات جراحية في البيئات البحرية المعقدة، في الوقت نفسه أظهرت TCG Anadolu قدراتها كمنصة متعددة المهام من خلال إطلاق مركبات برمائية إلى جانب العمليات الجوية والبحرية المسيرة.

وإن هذا النجاح يأتي تتويجا لسنوات من التطوير المكثف، حيث خضع كلا النظامين لسلسلة طويلة من الاختبارات الملاحية والتصادمية، مما يؤكد جاهزيتهما العملياتية وقدرتهما على العمل في ظروف قتالية حقيقية.

تأثير اختبار المنظومة المسيرة على موازين القوى البحرية في المنطقة

ويتميز هذا الإنجاز بأهمية استراتيجية بالغة تتجاوز الجانب التقني، فمن الناحية العسكرية يمنح هذا التكامل القوات البحرية التركية ميزات غير مسبوقة، حيث يمكنها الآن تنفيذ عمليات هجومية معقدة دون تعريض الأرواح البشرية للخطر، وبإمكانية الوصول إلى أهداف بعيدة ودقيقة.

وعلى الصعيد الإقليمي يعزز هذا التطور بشكل كبير من قدرات الردع التركية في المناطق البحرية الحساسة مثل شرق المتوسط والبحر الأسود، كما أنه يضع تركيا في موقع ريادي ضمن دول الناتو في مجال تطوير أنظمة القتال غير المأهولة، حيث تتفوق بهذا الابتكار على العديد من التجارب الغربية التي لا تزال تعمل على أنظمة مسيرة منفصلة.

والأهم من ذلك أن هذا النجاح يثبت قدرة الصناعة الدفاعية التركية على تطوير حلول عسكرية متكاملة ومبتكرة تعتمد بالكامل على التكنولوجيا المحلية، مما يعزز استقلالية تركيا في مجال التسلح ويؤهلها لتصبح لاعبا رئيسيا في سوق الأنظمة الدفاعية العالمية.