رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري

تقارير وحوارات

الحريري يناور على رقعة الشطرنج: يقود حكومة ظل من بيت الوسط

4 أيلول 2020 14:12

مضت خمسة عشرة عاماً ليست مثالية على الرئيس سعد الحريري، فمنذ رحيل والده، صعد نجمه سريعاً إلى صدارة المشهد السياسي في لبنان، وأيضاً إلى زعامة الطائفة السنية، لكن هذا الصعود لم يسر على وتيرة واحدة، فانتكاسات الرجل أكثر من انتصاراته، أما لماذا؟، فلأن "الحريري الابن" ظل مرتهناً في مراسه السياسي، في معادلة تحقيق آمال السعودية وواشنطن، والمحافظة على "شعرة معاوية" في توازناته القائمة داخلياً، فلا هو يستطيع الوصول مع حزب الله إلى مرحلة الصدام المباشر، ولا يضحي بتفاهمه مع الرئيس نبيه بري.



لكن الواقع في المرحلة الحالية صار مغايراً، إذ تكفلت تجاربه طوال السنوات الماضية، بمضاعفة خساراته، إقليمياً، خسر الحريري حكام السعودية، الذين لم يعودوا يراهنوا عليه في تسعير الحرب مع حزب الله، وخسر أيضاً حلفاءً مسيحيين كانوا عبئاً ثقيلاً على خياراته، لكنهم كانوا في النهاية رصيداً له.

المهم في الأمر، هو أن المرحلة الحالية أعادت صياغة الكثير من أشتات ما مضى، ورتبت البيت في قوى 14 آذار على شاكلة أكثر تمايزاً، إذ وصل الحريري مع حلفائه المسيحين إلى مرحلة التباين، ولعل تسمية السفير مصطفى أديب، صنعت هذا الفرز البائن، فقد الحريري قوة تحالفه مع المسيحيين، لكن وقوفه و فؤاد السنيورة وتمام سلام وكافة صقور تيار المستقبل في مركب تأييد الخيار الفرنسي في تسمية أديب، أعاد ترتيب الأوراق، وأبرق هذا التراص رسالة للرياض، مفادها بأن "الشيخ سعد" عاد ليصبح "بيضة القبان" في البيت السني.

الترتيبات السابقة، وتنحي الحريري ولو مرحلياً عن تصدر المشهد، تشير إلى أن "الشيخ سعد" يطمح في أن يصبح "رئيس حكومة الظل"، هو يريد من الرئيس مصطفى أديب، أن يكون قريباً من بيت الوسط، ولأن أديب هو ابن المدرسة "الميقاتية" فإن سلوكه مع بيت الوسط، لن يكون سوى محاكاة لما فعله "أبوه الروحي" – نجيب ميقاتي-، وهنا، يبدو أن الحريري قرر اللعب في مساحات جديدة، عنوانها جملة دينية أثيرة " ما لا يدرك كله، لا يترك كله".

النهضة نيوز - بيروت