لهذا السبب يعتبر التعديل الجيني للأطفال محل جدل

التعديل الجيني للأطفال التعديل الجيني للأطفال

قالت لجنة دولية طبية أن التقنيات العلمية الحالية ليست آمنة أو فعالة بما يكفي لاستخدامها في انجاب أطفال معدلين وراثيا "جينيا".


والجدير بالذكر أن تكنولوجيا التحرير الجيني هذه التي أثارت شغف العديد من العلماء حول العالم يمكن أن تتمكن يوماً ما من منع الآباء من نقل أمراضهم الوراثية إلى أطفالهم، لكن اللجنة الدولية الطبية تقول أن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات والتجارب قبل مباشرة تطبيقها على نطاق واسع.

كما وتجدر الإشارة إلى أن أول طفل معدل جينيا في العالم قد ولد في الصين في شهر نوفمبر من عام 2018، ما تسبب في رد فعل عالمي عنيف وتسبب في سجن العالم المسؤول عن التجربة، وتشكيل اللجنة الدولية الطبية استجابة للأمر ولمراقبة استخدام هذه التكنولوجيا الجينية المتطورة، خاصة وأن معظم البلدان لديها لوائح معمول بها تمنع ولادة الأطفال بعد التعديل الجيني، لكن الحادث أدى إلى دعوات لإجماع دولي قوي لرفض الأمر.

• لماذا يعتبر التعديل الجيني للأطفال محل جدل؟

يمكن أن يساعد التعديل الجيني على تجنب مجموعة من الأمراض الوراثية عن طريق حذف أو تغيير الأخطاء الجينية في الأجنة. لكن الخبراء قلقون من أن تعديل جينوم الجنين يمكن أن يسبب ضررا غير مقصود، ليس فقط للفرد ولكن للأجيال القادمة التي سترث هذه التغييرات نفسها من الطفل المعدل جينيا أيضاً.

وأحد الأمثلة على التكنولوجيا المتاحة حاليا هو نظام CRISPR، "كريسبر"، وهو نظام بيولوجي لتغيير الحمض النووي تم اكتشافه وتطويره عام 2012. والتي تعمل على فحص الجينوم البشري بحثاً عن الأخطاء الجينية، ثم تستخدم "مقصا جزيئيا" لقص الحمض النووي المعيب و إصلاح الخطأ. ولكن على الرغم من أن هذه العملية فعالة في المختبر، إلا أنها أقل من الكمال، حيث أنها يمكن أن جزءاً كبيراً من الحمض النووي، مما قد يتسبب في تطور تغييرات جينة مهمة أخرى، مثل الإصابة بالسرطان على سبيل المثال.

ولكن يمكن القول أن الجانب الأكثر إثارة للجدل في تعديل الجينات يتعلق بإمكانية إدخال تغييرات على الحمض النووي الذي ينتقل عبر الأجيال.

• ماذا يقول التقرير؟

تضم اللجنة الدولية الطبية خبراء من 10 دول مختلفة، بما في ذلك أعضاء من الجمعية الملكية في المملكة المتحدة والأكاديمية الوطنية الأمريكية للطب، والتي قدمت عدة توصيات حيال هذه التكنولوجيا، منها:

- ضرورة إجراء محادثات مكثفة في المجتمع قبل أن تقرر الدولة ما إذا كانت ستسمح بهذا النوع من تحرير الجينات.

- إذا ثبت أنها آمنة وفعالة، يجب أن تقتصر الاستخدامات الأولية على الأمراض الخطيرة التي تقصر العمر والتي تنتج عن طفرة جينية في نسخة واحدة أو كليهما من جين واحد، مثل التليف الكيسي.

- ضرورة القيام بفحوصات صارمة في كل مرحلة من مراحل العملية للتأكد من عدم وجود عواقب غير مقصودة، بما في ذلك الخزعات والفحص المنتظم للأجنة.

- يجب متابعة الحمل وأي أطفال يولدون بعد التحرير الجيني عن كثب.

- يجب إنشاء لجنة استشارية علمية دولية لتقييم الأدلة على السلامة و الفعالية باستمرار، مما يسمح للأشخاص بالإبلاغ عن أي مخاوف بشأن أي دراسة تنحرف عن المبادئ التوجيهية .

• هل يتفق الجميع مع هذه التكنولوجيا؟

تقول سارة نوركروس، من منظمة Progress Educational Trust، أنه بينما يلزم تعلم الدروس المهمة من أول طفل تم تعديل جينومه البشري في العالم، ذهب تقرير اللجنة الدولية الطبية بعيدا في الاتجاه الآخر، حيث أن المعايير التي وضعها التقرير، لأول استخدام سريري مقبول لتعديل جينوم الخط الجيني الوراثي في البشر، ضيقة للغاية.

وأضافت: "علاوة على ذلك، فإن التقرير يبتعد عن اختصاصه العلمي، ويتعلق جزء كبير منه، بما في ذلك ثلث توصياته - بالحوكمة، وهو محور مشروع منفصل لتحرير الجينوم من قبل منظمة الصحة العالمية".

في غضون ذلك، رحبت البروفيسور دام آن جونسون من أكاديمية العلوم الطبية البريطانية بالنهج "الحذر" للتقرير، قائلة: "هذا المجال من العلوم يمكن أن يساعد مجموعة من المرضى الذين ليس لديهم خيارات أخرى، ولكن ليس من الممكن القيام بذلك دون تأكيدات سلامة كاملة. كما ويجب أن تستند التأكيدات على بيانات سريرية قوية تظهر سلامة وفعالية هذه التكنولوجيا المعقدة، جنباً إلى جنب مع النقاش العام المدروس الذي يتم إعلامه بوضوح من خلال أفضل الأدلة العلمية الممكنة".

النهضة نيوز