رئيس الحكومة اللبنانية

أخبار لبنان

لبنان ينتظر المعجزة.. تشكيل الحكومة في 15 يوماً فقط: إنها العضلات الفرنسية

5 أيلول 2020 08:41

خلافاً لكل الحكومات التي احتاج تأليفها إلى أسابيع أو أشهر طويلة، تبدو حكومة الرئيس مصطفى أديب المقبلة، بدعاً في المسيرة التي يحفظها اللبنانيون جيداً عن مخاض تأليف الحكومات.

الحكومة المرتقبة، التي تغيب تفاصيل الشخصيات المطروحة فيها بشكل شبه كلي، تختلف عن حكومة الرئيس تمام سلام، التي احتاجت إلى عشرة شهور من المناكفات والمحاصصات لتوزيع الحصص والحقائب بين الطوائف السياسية، فإن حكومة أديب، ستتشكل خلال 15 يوماً فقط، انقضى منها ثلاثة.

والاستثناء الذي تحمله هذه الحكومة، هو أنها ستفرض كما عبرت صحيفة الأخبار اللبنانية بـ "عضلات فرنسية"، إذا لا متسع لترف "صراع الديكة"، أما طبيعة الشخصيات المطروحة فيها، فهم اختصاصيون، لكنهم ليسوا "تكنوقراط" بالمعنى الحرفي للكلمة، كما أنهم في الوقت عينه، ليسوا مفرزين من الكتل النيابية، يمكن القول، أن كل وزير في هؤلاء، سيفهم المرجعية السياسية الطائفية له بشكل أو بآخر.

بالعودة إلى "معجزة" التأليف التي ستستغرق خمسة عشرة يوماً فقط، تكشف هذه الحالة النادرة في مسيرة الحكومات اللبنانية، قدر السطوة والعراقيل التي تفرضها الكتل النيابية في مسيرة تشكيل أي حكومة، ومستوى التعنت بفرض الحصة الوزارية، الذي قد يتسبب في عرقلة بلد بأكمله، دون أي اهتمام.

أما فيما يتعلق بالأسماء المطروحة في حكومة مصطفى أديب، فإنه من المهم الإشارة إلى أن الشخصيات المشاركة فيها، سيحملون طبائع رئيس حكومتهم، من المسالمة والبعد عن مناوئة الكتل والصدام معها، وربما من المهم الإشارة، إلى أن أسماء الوزراء، قد تكون أقرت سلفاً وتدخلت في وضعها المخابرات الفرنسية التي تتوغل في أدق تفاصيل الداخل اللبناني.

تبدو الكتل النيابية اللبنانية بكل شراستها الاختلافية، مثل حمل وديع، أما لماذا؟، فلأن انفجار مرفأ بيروت وضع الجميع في مأزق حرج، إذ تعذر على الكل السياسي اللبناني المناورة على رقعة الشطرنج الداخلية، حيث الانهيار الاقتصادي والنقدي، وضمور الحراك الشعبي بعد استغلاله طائفياً وحزبياً، جعل الجميع يقف عارياً أمام الشارع، ففقد الجميع القدرة على عرقلة خطى الحكومة المنتظرة، والتي ينظر إليها حتى المختلفين مع هويتها، على أنها طوق النجاة الأخير، الذي قد ينقذ البلاد من السقوط الأخير.

النهضة نيوز - بيروت