صور مذهلة للشمس

علوم

التلسكوب الأكبر في أوروبا يصور الشمس كما لم يراها أحد من قبل

5 أيلول 2020 19:52

تقع الشمس على بعد يزيد عن 93 مليون ميل من الأرض، لكن الصور الجديدة التي التقطها أكبر تلسكوب فضائي في أوروبا توفر نظرة ثاقبة عن قرب على الهياكل المعقدة التي يصل عرضها إلى 30 ميلاً على سطحها الشمس الناري.


وباستخدام التلسكوب الفضائي المعروف باسم GREGOR، التقط العلماء صوراً تحتوي على تفاصيل مذهلة عن تطور البقع الشمسية والتصميم المعقد للبلازما الشمسية، والتي لم يشهدها علماء الفلك والفضاء من قبل.

ويقول الباحثين أن نجمنا "الشمس" مغطى بالعديد من الهياكل الشبيهة بالخلايا، وأن كل منها بحجم ولاية تكساس الأمريكية تقريباً، وهي نتاج حركات الحمل الحراري العنيفة التي تنقل الحرارة من أعماق باطن الشمس إلى سطحها. وفي كل منها، ترتفع البلازما الساخنة في المركز اللامع للخلية قبل أن تبرد وتهبط مرة أخرى لتشكل ممرات مظلمة تمكن تلسكوب GREGOR من توثيقها، وقد قارنها البعض بمظهر الفشار.


الشمس

وقالت الدكتورة لوسيا كلاينت، التي قادت المشروع والخبيرة في التلسكوبات الشمسية الألمانية في جامعة تينيريفي: "كان هذا مشروعا مثيرا للغاية، ولكنه كان صعباً للغاية أيضاً، فخلال عام واحد فقط قمنا بإعادة تصميم البصريات والميكانيكا والإلكترونيات بالكامل لتحقيق أفضل جودة ممكنة للصورة التي يلتقطها التلسكوب".


وتجدر الإشارة إلى أن الدكتورة كلاينت وفريقها قد أحرزوا تقدماً كبيراً خلال شهر مارس أثناء الإغلاق العام المفروض بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا، والذي سمح لهم بالحصول على نظرة عن قرب للشمس، حيث تقطعت السبل بهم في المرصد، مما أتاح لهم الوقت لتصميم مختبر بصري جديد.


صور مذهلة للشمس

كما وأبدت الدكتورة سفيتلانا بيرديوجينا، الأستاذة في جامعة ألبرت لودفيج في فرايبورغ ومديرة معهد لايبنيز للفيزياء الشمسية سعادتها الغامرة بهذا الإنجاز العلمي، قائلة: "لقد كان المشروع محفوفاً بالمخاطر إلى حد ما لأن ترقيات التلسكوب هذه تستغرق عادة سنوات لإتمامها، ولكن أدى العمل الجماعي الرائع والتخطيط الدقيق إلى هذا النجاح الباهر. فقد أصبح لدينا الآن أداة قوية لحل الألغاز على سطح الشمس".


الشمس كما لم تراها من قبل

كما وتأتي الصور المذهلة في أعقاب ظهور أول صور ضوئية حصل عليها فريق يعمل في تلسكوب Inouye الشمسي في هاواي في شهر يوليو الماضي، والذي يسمح لعلماء الفلك بتحليل تفاصيل سطح الشمس ومعرفة المزيد عن كيفية تشكل الطقس الفضائي.

وقال مات ماونتن رئيس اتحاد الجامعات للبحوث في علم الفلك في يوليو: "على الأرض، يمكننا التنبؤ بما إذا كانت ستمطر إلى حد كبير في أي مكان في العالم بدقة شديدة، لكن تحديد والتنبؤ بالطقس الفضائي لهذا شيء لم نصل إليه بعد. فما نحتاجه الآن هو فهم الفيزياء الكامنة وراء طقس الفضاء، وهذا يبدأ عند الشمس، وهو ما سيدرسه تلسكوب Inouye الشمسي".

النهضة نيوز