الذكاء الاصطناعي

علوم

الذكاء الاصطناعي يجعل فحوصات الرنين المغناطيسي أفضل وأسرع

6 أيلول 2020 20:34

يتلقي المريض عندما يدخل إلى ماسح التصوير بالرنين المغناطيسي، صورا تكشف التعقيد الداخلي للجسم، مثل الأربطة والأوتار في الركبة.


ولكن شهر يناير بداية العام الجاري، وقبل أن تتفشى جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد، بدأ بعض المرضى الذين احتاجوا إلى فحص ركبهم في جامعة نيويورك لانغون هيلث في إجراء فحص متعمد مرتين.

ويستغرق فحص الركبة البشرية النموذجية حوالي 10 دقائق، وتم إجراء فحص مفصل لهؤلاء الأشخاص الذين وافقوا على المشاركة في دراسة لتجربة الفحص بالسرعة العادية، والفحص بضعف السرعة عبر جهاز رنين مغناطيسي مدعوم بالذكاء الاصطناعي.

والآن، بعد أن هدأت وتيرة تفشي الجائحة الفيروسية إلى حد ما، تم استئناف العمل باستخدام ماسح ضوئي واحد في المستشفى.

والجدير بالذكر أن هذه المبادرة هي جزء من جهد مستمر في المركز الطبي، بالشراكة مع مركز أبحاث الذكاء الاصطناعي التابع لشركة فيسبوك.

كما ويهدف هذا المشروع لمعرفة ما إذا كان تشغيل جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي بشكل أسرع، والحصول على بيانات أقل في هذه العملية، يمكن أن ينتج صورا جيدة مثل تلك التي تظهر بالطريقة العادية.

بالإضافة إلى ذلك، يقول الخبراء أن تقليل فحص الركبة من 10 دقائق تقريبا إلى حوالي 5 دقائق، أو تقصير وقت الفحص لمناطق أخرى من الجسم، له فوائد واضحة، حيث أنه يمكن للمريض أن يقضي وقتاً أقل في أنبوب الرعشة، كما ويمكن للمستشفيات أن تتفرغ للعمل على المزيد من الأجهزة باهظة الثمن والمحدودة التي تمتلكها.

لجعل هذا ممكنا، يحتاج علماء الأشعة وعلماء الكمبيوتر إلى توظيف الذكاء الاصطناعي، ولكن إذا قاموا بتشغيل جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي أسرع بمرتين من المعتاد ثم حاولوا تدوير البيانات التي جمعوها لتخرج على شكل صورة بالطريقة العادية، فستكون النتيجة سيئة بشكل غير قابل للاستخدام.

أما في حالة إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي ترتكز على استخدام التعلم الآلي لتحليل تلك البيانات الضئيلة نسبيا ثم إنشاء صورة واضحة يمكن أن ينتج شيئا يمكن قراءته وفهمه، وفي الواقع يبدو أنه سيكون أفضل جودة من وجهة نظر بعض أخصائي الأشعة أيضا.

وتجدر الإشارة إلى أن المشروع قد أبلغ عن أخبار سارة الشهر الماضي. حيث نشر الباحثون المشاركون نتائج دراسة أخرى تهدف إلى تحديد ما إذا كان اختصاصيو الأشعة يستطيعون التمييز بين صور التصوير بالرنين المغناطيسي النموذجية وتلك التي يستخدم الذكاء الاصطناعي في انتاجها، وما إذا كانت تلك الفحوصات قابلة للتبادل التشخيصي أم لا.

وخلال العام الماضي، قامت مجلة Popular Science بإلقاء نظرة عميقة وحصرية على هذه العملية، حيث قامت بمقابلة طبيب شارك في التجربة، ونشرت نتائج الدراسة في المجلة الأمريكية لعلم الأورام الشهر الماضي.

ويقول الدكتور مايكل ريشت المؤلف الأول للدراسة المنشورة ورئيس قسم الأشعة في جامعة نيويورك لانغون هيلث، أن الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي كانت واضحا جداً مقارنة بالصور التي يتم أخذها من خلال العملية العادية.

كما ويضيف ريشت: "لا يوجد فرق في كيفية قراءة الأشخاص للمسح، سواء كانوا يقرؤون التسلسلات المعجلة أو السريرية التقليدية. إنهم قادرون على إجراء التشخيص بشكل جيد في كلا عملتي الفحص بشكل رائع، وفي الوقع، سأعتمد الصورة التي تم انشاؤها لواسطة الذكاء الاصطناعي لركبة المريض الذي يصل المستشفى بالطبع، لأنها ستكون أوضح من الصور التقليدية التي أصبحت قديمة الآن".  

في النهاية، يمكن أن تساعد هذه العملية أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي على أن تحل محل أجهزة التصوير بالأشعة السينية أو أجهزة التصوير المقطعي المحوسب في بعض الحالات، مما يعني أن الشخص الذي يحتاج إلى تصوير الدماغ باستخدام ماسح التصوير المقطعي المحوسب على سبيل المثال، سيتمكن من تخطي الإشعاع المؤين الذي ينتجه جهاز التصوير المقطعي المحوسب عبر استخدام جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي المزود بتقنيات الذكاء الاصطناعي الجديد.

النهضة نيوز