الإمارات طبعت علاقاتها رسمياً مع دولة الاحتلال

أخبار

بعد تطبيعها مع "إسرائيل".. دول الخليج: على الفلسطينيين أن يعتذروا منا

8 أيلول 2020 18:15

على نحو مفاجئ، وبعد أن طبعت دولة الإمارات العربية المتحدة علاقاتها مع دولة الاحتلال التي طردت الفلسطينيين من أرضهم، وأيضاً، بعد أن صفقت المملكة العربية السعودية بشكل ضمني، لاتفاقية "السلام الإسرائيلية الإماراتية"، وسمحت للطائرات الإسرائيلية بالعبور من أجوائها، أدانت دول مجلس التعاون الخليجي ردة الفعل الشعبية والرسمية الفلسطينية من التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، إذ استنكرالأمين العام لمجلس التعاون الخليجي ما أسماها بلغة "التحريض و التهديد" المستخدمة من قبل القادة الفلسطينيين ، مضيفا أن المجلس ما يزال يدعم الحقوق الفلسطينية.

كما و طالب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي القادة الفلسطينيين بالاعتذار عن تصريحات توبيخ الإمارات العربية المتحدة بشأن اتفاق التطبيع مع "إسرائيل"، حيث ندد نايف الحجرف في بيان صدر عن مجلس التعاون الخليجي ، مساء أمس الاثنين ، بما أسماه "لغة التحريض و التهديد" من قبل الفلسطينيين خلال اجتماع لرؤساء الفصائل الفلسطينية الذي عقد الأسبوع الماضي .

بالإضافة إلى ذلك ، استنكر الحجرف "الأكاذيب" التي تشكك في الموقف التاريخي لدول الخليج الداعمة لحقوق الفلسطينيين ، داعيا القادة الفلسطينيين المسؤولين الذين شاركوا في ذلك الاجتماع ، و على رأسهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، إلى الاعتذار عن هذه الانتهاكات و التصريحات الاستفزازية و الكاذبة ، مشيرا إلى أن ذلك يتعارض مع واقع العلاقات بين دول مجلس التعاون و الشعب الفلسطيني الشقيق .

تأتي هذه التصريحات بعد أن عقد قادة الفصائل الفلسطينية ، بما في ذلك حركة فتح و حركة حماس و حركة الجهاد الإسلامي و الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، مؤتمرا عن بعد خلال الأسبوع الماضي بين بيروت و مدينة رام الله بالضفة الغربية في محاولة للتعبير عن الموقف الفلسطيني من الأحداث الأخيرة .

و الجدير بالذكر أن هذا الاجتماع كان عرضا نادرا للوحدة بين السلطة الفلسطينية التي تهيمن عليها فتح و التي تتمتع بحكم ذاتي محدود في الضفة الغربية المحتلة و حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بالقوة العسكرية .

و قد شدد البيان المشترك الصادر عن الاجتماع على حق الفلسطينيين في تقرير المصير في جميع الأراضي المحتلة ، و ندد بالتطبيع مع إسرائيل ، لكنه لم يذكر دول الخليج أو الإمارات . و مع ذلك ، خلال وقائع الاجتماع المتلفزة ، كان العديد من المسؤولين الفلسطينيين صريحين في انتقادهم لأبو ظبي .

فعلى سبيل المثال ، دعا أبو أحمد فؤاد ، نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى طرد دول التطبيع من جامعة الدول العربية ، و حث الفلسطينيين على مقاطعة هذه الدول ، داعيا شعوبها إلى "اتخاذ موقف" ضد حكوماتها . مضيفا : " إذا كنتم لا تريدون أن تدعمونا ، فلا تقفوا ضدنا و تدعموا عدونا ، فهذا هو الحد الأدنى . كما أن هذا الموقف الإماراتي الأخير يجب ألا يمر بسهولة ".

• مبادرة السلام العربية

يتكون مجلس التعاون الخليجي من قطر و الكويت و البحرين و عمان و المملكة العربية السعودية و الإمارات العربية المتحدة . و قد أدت الخلافات بين الدوحة من جهة و المنامة و الرياض و أبو ظبي من جهة أخرى إلى توقف جهود التعاون داخل المجلس منذ عام 2017 .

كما و أعرب المجلس في بيانه الصادر أمس الاثنين عن دعمه للشعب الفلسطيني ، قائلا أن دول الخليج تدعم حق الشعب الفلسطيني في حقه في إقامة دولته ذات السيادة في غزة و الضفة الغربية و القدس الشرقية ، و ذلك في إطار مبادرة السلام العربية .

وضعت المبادرة التي تقودها السعودية عام 2002 خارطة طريق للتطبيع مع إسرائيل ، و التي قد عرضت على الحكومة الإسرائيلية السلام و الاعتراف مقابل الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة و إيجاد حل عادل للاجئين الفلسطينيين .

الجدير بالذكر أنه ينظر إلى اتفاق التطبيع بين الإمارات و إسرائيل الذي وقع الشهر الماضي على أنه انتهاك للإجماع العربي حول مبادئ السلام لعام 2002 . و قد وافقت الحكومة الإسرائيلية على "تعليق" خططها لضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية كجزء من الاتفاق ، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال مرارا أن الضم لا يزال مطروحا على الطاولة حتى بعد اتمام هذا الاتفاق ، و قد أعلنت السلطة الفلسطينية رفضها القاطع للصفقة و وصفتها بـ "خيانة" للشعب الفلسطيني.