بهذه الطريقة التحفيز الكهربائي للدماغ يساعد الأشخاص الذين يعانون من عسر القراءة على القراءة

والجدير بالذكر أن عسر القراءة هو صعوبة في التعلم تتميز بمشاكل في التعرف على الأصوات المختلفة التي تتكون منها الكلمات وربطها بأحرف، مما يسبب مشاكلا لمدى الحياة في القدرة على القراءة والكتابة والتهجئة.

وعلى الرغم من اقتراح العديد من الأسباب المحتملة لعسر القراءة، إلا أن أكثر الأسباب شيوعا هو ما يعرف بـ"العجز الصوتي"، والذي يمكن تفسيره على أنه صعوبة في معالجة أصوات اللغة، كما وارتبط هذا العجز سابقا بالتغيرات في الأنماط الإيقاعية أو المتكررة للنشاط العصبي في الدماغ، وتحديدا في ما يسمى بذبذبات "جاما المنخفضة" الموجودة في منطقة معالجة الصوت في الدماغ، والتي تسمى القشرة السمعية اليسرى.

للتحقيق في الأمر، قام فريق الباحثين القائمين على الدراسة بتحفيز تيار متناوب عبر الجمجمة على القشرة السمعية اليسرى لـ 15 بالغا يعانون من عسر القراءة، و15 قارئا بطلاقة لمدة 20 دقيقة. حيث وجدوا أن قدرة المعالجة الصوتية ودقة القراءة في المجموعة التي تعاني من عسر القراءة قد تحسنت على الفور، وتحديدا عند استخدام التحفيز الكهربائي عند تردد 30 هرتز.

كما ووجدوا أيضا أنه في حين أن التأثير المفيد على المعالجة الصوتية كان أكثر وضوحا لدى الأفراد ذوي مهارات القراءة الضعيفة، فقد لوحظ تأثير مدمر قليلا لدى المجموعة ذات مهارات القراءة القوية.

ويقول الباحثين ان هذه النتائج قد تمهد الطريق لعلاجات غير جراحية للأفراد المصابين بعسر القراءة في المستقبل أو حتى التوصل إلى حلول دائمة لحالتهم، وأضافوا: "تتمثل الخطوات التالية بالنسبة لنا في التحقق مما إذا كان تطبيع الوظيفة التذبذبية لدى الأطفال الصغار يمكن أن يكون له تأثير طويل الأمد على تنظيم نظام القراءة أم لا، بالإضافة إلى استكشاف وسائل غبر جراحية لتصحيح النشاط التذبذبي للدماغ".