لاحظ الباحثين أن العديد من المواطنين الأمريكيين الذين يعانون من زيادة الوزن يحاولون الخضوع لجراحة إنقاص الوزن لتقليل خطر الإصابة بفيروس كورونا التاجي المستجد و مضاعفاته الخطيرة ، و قد أظهرت الدراسات أن السمنة المفرطة تعتبر عامل خطر رئيسي للإصابة بأمراض خطيرة و زيادة خطر الوفاة من فيروس كورونا .
حيث أفادت مراكز السيطرة على الأمراض و الوقاية منها الأمريكية أن خطر الاستشفاء من الإصابة بفيروس كورونا يكون أقل بستة أضعاف ، و أن خطر الوفاة يكون أعلى بـ 12 مرة لدى المرضى الذين يعانون من حالات صحية كامنة مثل السمنة المفرطة .
تجدر الإشارة إلى أن معدل السمنة في الولايات المتحدة الأمريكية قد زاد خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير ، مما دفع خبراء الرعاية الصحية إلى الإشارة إلى أن الإصابة بالسمنة و فيروس كورونا يعتبر مزيجا خطيرا وصفه الخبراء بأنه " وباء داخل الوباء " .
و وفقا لمجلة فوربس ، تعد السمنة أكثر عوامل الخطر شيوعا للإصابة بأمراض خطيرة من فيروس كورونا ، و التي شكلت ما يصل إلى 30 ٪ من إجمالي مصابي الفيروس في الولايات المتحدة حتى الآن . كما و تسبب السمنة العديد من المشكلات الصحية التي تعرض الناس لمضاعفات خطيرة ، حيث تقول مراكز السيطرة على الأمراض و الوقاية منها أن زيادة الوزن المفرط يثبط جهاز المناعة و يحد من قدرة الرئة بشدة ، مما يجعل التنفس أكثر صعوبة أيضا .
بالإضافة إلى ذلك ، أوضحت مراكز السيطرة على الأمراض و الوقاية منها أن معدلات السمنة لدى البالغين آخذة في الازدياد ، حيث أن اثنتا عشرة ولاية في الولايات المتحدة الأمريكية لديها معدلات عالية من السمنة تبلغ 35 ٪ أو أعلى ، و خاصة لدى البالغين السود يليهم البالغون من أصل إسباني .
و وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال ، الآن بعد أن أصبحت المراكز الطبية مفتوحة للجراحة الاختيارية ، فإن العديد من المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة قد قاموا بحجز مواعيد للقيام بعمليات جراحية لعلاج السمنة أو فقدان الوزن مثل عملية تقليص المعدة ، و عمليات المنظار و غيرها . كما و تشير الإحصاءات الأخيرة أن العمليات الجراحية المتخصصة في علاج السمنة التي أجريت في الولايات المتحدة قد انخفضت إلى الصفر في شهر أبريل الماضي ، لكنها انتعشت في شهر يونيو إلى مستوى أعلى مما كانت عليه في الفترة نفسها من العام السابق .
و الجدير بالذكر أن العديد من المرضى أصبحوا الآن يعتبرون هذه العمليات الجراحية الهادفة للتخلص من الوزن الزائد محاولة يائسة مرتبطة بالحياة أو الموت في ظل تفشي فيروس كورونا التاجي المستجد ، و ذلك بعد أن كانت هذه الأنواع من الجراحات تعتبر جراحات تجميلية في المقام الأول .
و قد قال الدكتور ماثيو إم هوتر ، رئيس الجمعية الأمريكية لجراحة السمنة و التمثيل الغذائي و جراح الجهاز الهضمي في مستشفى ماساتشوستس العام : " لقد كانت جائحة فيروس كورونا بمثابة جرس إنذار و ناقوس خطر للجميع ، و قد أدركنا أن المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة معرضون لخطر أكبر بكثير للإصابة بمضاعفات خطيرة و قاتلة لفيروس كورونا التاجي المستجد ، بما في ذلك الحاجة للدخول إلى أقسام العناية المركزة و استخدام أجهزة التنفس و حتى الموت ! ".