دراسة حديثة تكشف عن الأضرار الناجمة عن استخدام الوشم

علوم

دراسة حديثة تكشف عن الأضرار الناجمة عن استخدام الوشم

2 تشرين الأول 2020 18:45

يلجأ الكثير من الشباب والفتيات في عصرنا الحالي إلى الوشم بغرض التجميل ومواكبة الموضة، وقد يكون استخدام ذلك مكلفاً من الناحية المادية بدرجة متفاوتة، لكن يمكن أن يكون أثمن ما تدفعه هو صحتك، حيث كشفت دراسة جديدة أن هذا الحبر الذي يتم دبغه في الجلد لرسم الوشوم الدائمة يعيق عملية التعرق الطبيعي، مما قد يتسبب في ارتفاع درجة حرارة الجسم .


وأكدت الدراسة أن الجلد الموشوم في منطقة الذراعين يقلل من معدلات التعرق، و بالتالي يقلل من قدرته على فقدان الحرارة، مقارنة بالجلد المجاور الذي لا يحتوي على وشم، حيث قالت إحدى خبيرات الأمراض الجلدية، و التي لم تشارك في الدراسة ، أن النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة قد تكون مقلقة حقا. 

وقالت الدكتورة "ميشيل جرين" أخصائية الأمراض الجلدية في مستشفى لينوكس هيل في مدينة نيويورك : " إن أي انخفاض في التعرق في المناطق التي يتم وشمها قد يكون له تداعيات مهمة عندما يعاني الشخص من الحمى أو المرض أو ارتفاع درجة الحرارة، مما قد يجعلهم يعانون من مشاكل في التنظيم الحراري في الجسم، و لذلك يجب إجراء المزيد من الدراسات حول هذه الملاحظة الهامة ".


و يشار إلى أنه تم إعداد هذه الدراسة الجديدة من قبل الدكتور "سكوت ديفيس" من جامعة ساوثيرن ميثوديست بولاية دالاس الأمريكية، و الذي أوضح هو و زملائه الباحثين أن التعرق يعتبر عملية استجابة طبيعية يقوم بها الجسم لتنظيم درجة حرارة الجسم، و عندما يكون هناك أي تلف في الغدد العرقية داخل الجلد، فإن ذلك يضعف هذه الاستجابة و يزيد من احتمالات ارتفاع درجة الحرارة الجسم بشكل مقلق.

في السياق ذاته وجدت الأبحاث و الدراسات السابقة أن الجلد الموشوم يحتوي على تركيز أعلى من الصوديوم (الملح) في العرق، مما يشير إلى انخفاض وظيفة الغدة العرقية أيضاً، و بحسب الدكتور ديفيس، فإن عملية الوشم تتطلب ما يصل إلى 3000 ثقب جلدي في الدقيقة، و مما يمكن أن يؤدي إلى تلف الغدد العرقية.

وقام الباحثون خلال الدراسة بتقييم معدلات التعرق في الأماكن العلوية و السفلى في الذراعين لعشرة أشخاص لديهم وشوم، و قد قارنوا ما لا يقل عن 5.6 سنتيمترات مربعة من الجلد الموشوم مع الجلد المجاور غير الموشوم، و لتعزيز عملية التعرق في الجسم بأكمله، ارتدى المتطوعون بدلة خاصة توزع الماء الدافئ لأعلى حتى 120 درجة فهرنهايت لمدة 30 دقيقة أو أكثر.

و قد لاحظ الباحثون أن مناطق الجلد الموشومة و غير الموشومة قد بدأت تتعرق في نفس الوقت تقريبا استجابة للحرارة، مما يشير إلى أن الإشارات العصبية للغدد العرقية تعمل بشكل طبيعي في الجلد الموشوم، و مع ذلك كانت المناطق الموشومة تنتج عرقاً أقل بكثير من المناطق غير الموشومة، مما يشير إلى أن الغدد العرقية قد تعرضت للتلف أثناء عملية الوشم.

من جانبها الدكتورة "ميشيل جرين" أكدت أن التراجع المحتمل في تبريد الجسم ليس التأثير الصحي الضار الوحيد للوشم، حيث يمكن أن يؤدي الحبر نفسه إلى زيادة احتمالات إصابة الشخص بالتهابات الجلد و الأورام الحبيبية، و هي آفات تشبه الطفح الجلدي و يمكن أن تتشكل عندما يتفاعل الجهاز المناعي مع الوشوم.



النهضة نيوز - ترجمة خاصة