قال بابا الفاتيكان، البابا فرانسيس، مساء اليوم الأحد أن جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد كانت الأزمة الأحدث التي أثبتت أن قوى السوق والسياسات الاقتصادية المتدفقة للأسفل وحدها قد فشلت في إنتاج الفوائد الاجتماعية التي يدعي مؤيدوها أنها توفرها للبشرية.
وفي رسالة عامة حول موضوع الأخوة البشرية، قال البابا فرانسيس أن الملكية الخاصة لا يمكن اعتبارها حقاً مطلقاً في جميع الحالات التي يعيش فيها البعض في إسراف بينما لا يملك الآخرون شيئاً.
وقال البابا في السطر الأول من رسالته المنشورة المؤلفة من 86 صفحة أن القديس فرنسيس خاطب إخوته وأخواته بهذه اللهجة الأخوية، وفي الوثيقة، استخدم البابا مصطلح "الرجال والنساء" 15 مرة وتحدث عدة مرات عن الدفاع عن حقوق المرأة وكرامتها.
كما وتغطي الرسالة التي وقعها البابا فرانسيس في أسيزي يوم أمس السبت، موضوعات إنسانية هامة مثل الأخوة والهجرة والفجوة بين الأغنياء والفقراء والظلم الاقتصادي والاجتماعي واختلالات الرعاية الصحية واتساع الاستقطاب السياسي في العديد من البلدان حول العالم.
واتخذ البابا في رسالته الاقتصاد المتدفق إلى الأسفل وسياساته هدفا مباشرا، وهي السياسة الاقتصادية التي يفضلها المحافظون، والتي تقوم على الإعفاءات الضريبية وغيرها من الحوافز التي تمنح لرؤوس الأموال وأصحاب الشركات الكبيرة والأثرياء، والتي يقولون بأنها في نهاية المطاف ستفيد بقية المجتمع من خلال الاستثمار وخلق فرص العمل.
وأضاف البابا في رسالته: " إنني أستنكر الاعتماد على عقيدة الإيمان النيوليبرالي التي تلجأ إلى النظريات السحرية حول الامتداد والازدهار، باعتبارها الحل الوحيد لمشاكل المجتمع، فإن كانت هذه السياسة الاقتصادية جيدة لكانت قد خلقت فرص العمل بدلا من تقليصها".
• امبراطورية المال
يقول البابا فرانسيس: "كانت الأزمة المالية التي ضربت الكوكب ما بين عامي 2007-2008 فرصة ضائعة للتغيير، وبدلا من ذلك أنتجت حرية متزايدة للأقوياء والأثرياء الذين يجدون دائما طريقة للهروب سالمين، تاركين المجتمع يواجه الآثار المدمرة لإمبراطورية المال ".
بالإضافة إلى ذلك، كرر البابا فرانسيس دعواته السابقة لإعادة توزيع الثروة لمساعدة الناس الأكثر فقراً، ولزيادة إمكانية الوصول العادل إلى الموارد الطبيعية من قبل جميع أفراد وطبقات المجتمع، مضيفاً: "لا يمكن اعتبار حق الملكية الخاصة إلا بأنها حق طبيعي ثانوي مستمد من مبدأ المقصد العالمي للسلع المخلوقة".
والجدير بالذكر أن أحد مسؤولي الفاتيكان قال أن البابا فرانسيس كان يشير في رسالته هذه إلى أصحاب الثروات الهائلة حول العالم.
وأكمل البابا رسالته قائلاً: "أولئك الذين لديهم الكثير من المال والخيرات يجب عليهم إدارتها لصالح الجميع، فالدول الغنية ملزمة بتقاسم الثروات مع الفقراء، ولكن هذا لا يعني بالتأكيد فرض الشمولية الاستبدادية والتجريدية".
وبدون تسمية أي دول أو أشخاص، أدان البابا فرانسيس السياسيين الذين يسعون للحصول على الشعبية من خلال تحفيز الميول الأسوأ والأنانية أو الذين ينتهجون فرض سياسات الكراهية والخوف تجاه الأمم الأخرى.
النهضة نيوز