دراسة تحدد البكتيريا المسببة لمرض كرون

دراسة تحدد البكتيريا المسببة لمرض كرون

أظهرت دراسة جديدة أن تسرب البكتيريا من الأمعاء يؤدي إلى حالة مرضية عرضية تسمى "زحف الدهون"، والتي تحدث غالبا لدى الأشخاص المصابين بمرض كرون.

فالدهون الزاحفة هي دهون متواجدة في البطن وتلتف حول أمعاء المرضى المصابين بهذا النوع التهاب الأمعاء، ولم يكن معروفاً من قبل ما الذي يدفع الدهون للقيام بذلك.

وقالت مؤلفة الدراسة الدكتورة سوزان ديفكوتا، الأستاذة المساعدة في أمراض الجهاز الهضمي في Cedars-Sinai في معهد الطب بجامعة سيناي بلوس أنجلوس: "غالبا ما تكون الدهون الزاحفة علامة بارزة للجراحين الذين يجرون عمليات استئصال لأمعاء مريض مصاب بالتهاب الأمعاء، وذلك لأنهم يعرفون بمجرد رؤيتها أنه من المحتمل أن يكون هذا هو المكان الذي توجد فيه الآفات".

كما وأضافت: "لكننا لا نعرف بالضبط ما إذا كان وجود الدهون يزيد المرض سوءا أو يحاول حماية الأمعاء من شيء ما".


مرض الكرون

خلال الدراسة، قام فريق الدكتورة ديفكوتا بتحليل عينات مأخوذة من الأمعاء الدقيقة والأنسجة الدهنية من 11 مريضا مصابا بمرض كرون خضعوا لعملية جراحية، ووجدوا أنه إلى جانب تخزين الطاقة، تحتوي تلك الأنسجة الدهنية على خلايا مناعية يبدو أنها تنشط في حالات معينة من مرض التهاب الأمعاء.

كما وقالت الدكتورة ديفكوتا: " وجدنا أن الأنسجة الدهنية تستجيب فعليا للبكتيريا التي تسربت من الأمعاء التالفة للمريض إلى الدهون مباشرة. وإننا نعتقد أن هذه الحركة الزاحفة للدهون المتواجدة حول الأمعاء تهدف إلى محاولة سد التسريبات في العضو المصاب لمنع بكتيريا الأمعاء من الوصول إلى مجرى الدم".

و بحسب الدراسة، تجدر الإشارة إلى أن الدهون الزاحفة قد تسهم في حدوث تليف شديد في الأمعاء، وهو ما يحدث لدى 40٪ من مرضى كرون. وفي كثير من هذه الحالات، يكون الاستئصال الجراحي لأجزاء من الأمعاء الدقيقة هو الخيار الوحيد للعلاج.

بالإضافة إلى ذلك، أوضح الباحثين أن المرضى الذين يعانون من التهاب القولون التقرحي، وهو مرض التهاب الأمعاء الأكثر شيوعا، لا يصابون بالدهون الزاحفة.

كما وحدد الباحثون أيضا نوعا معينا من البكتيريا يدعى (Clostridium innocuum)، وهي البكتيريا المسؤولة عن دفع الدهون للانتقال إلى الأمعاء الدقيقة وتغطيتها، مما يعرض وظيفتها للخطر، الأمر الذي اعتبروا أنه يمكن أن يؤدي إلى الوصول إلى علاجات جديدة في المستقبل.

وقال الدكتور ستيفان تارجان، مدير معهد الطب لجامعة سيناي وخبير علاج أمراض الأمعاء الالتهابية والبيولوجيا المناعية: "لقد حدد باحثينا خلال الدراسة عاملا معديا معينا يمكن أن يتسبب في جعل أعراض الإصابة بمرض كرون أكثر خطورة. إن هذه الدراسة لهي خطوة حاسمة نحو تطوير العلاجات التي تستهدف بكتيريا C. innocuum، مما يسمح لنا بمنع أو تقليل التأثير الضار للدهون الزاحفة على أمعاء المرضى المصابين بمرض كرون".

النهضة نيوز