لهذا السبب.. التوحد يؤثر على الأعصاب التي تتحكم في اللمس والألم والأحاسيس والدماغ

وقال الباحث الدكتور سونغ تسانغ هسيه، طبيب الأعصاب في مستشفى جامعة تايوان الوطنية في تايبيه: "إن أكثر من 70٪ من المصابين بالتوحد لديهم اختلافات في إدراكهم الحسي.

وبالنسبة لبعض الناس، فحتى اللمسة الخفيفة يمكن أن تكون لا تطاق بينما قد لا يلاحظ الآخرون حتى وجود جرح في أقدامهم".

كما وأضاف أنه إذا ما تمكنت دراسات أكبر من تأكيد هذه النتائج، فإن هذه النظرية والرؤى المتعمقة في الجهاز العصبي المحيطي يمكن أن تلقي الضوء على كيفية تطور التوحد والطرق الممكنة لعلاج الأعراض الحسية المؤلمة التي يعاني منها معظم الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب العقلي.

الأعصاب

خلال الدراسة، التي نشرت على الإنترنت بتاريخ 14 أكتوبر في مجلة Neurology العلمية، قارن فريق الدكتور هسيه بين 32 رجلا مصابا بالتوحد مع مجموعة ضابطة مكونة من 27 رجلا وامرأة لم يصابوا بالتوحد من قبل و لم يكن لديهم أي أمراض تؤثر على الأعصاب الطرفية ، حيث خضعوا جميعا لاختبارات شاملة لأعصابهم الحسية، بما في ذلك خزعات الجلد للبحث عن تلف الألياف الصغيرة في أعصابهم.

وفي اختبار الخزعة، كان 53 ٪ من المصابين بالتوحد يعانون من قلة كثافة الألياف العصبية، بينما كان لدى المجموعة الضابطة مستويات طبيعية منها، وكان الأشخاص الذين يعانون من انخفاض كثافة الألياف العصبية أكثر عرضة للشعور بألم من الحرارة عند درجة حرارة أعلى من المجموعة الطبيعية.

وقال الدكتور هسيه: "إن هذه النتائج تشير إلى أن الأعصاب قد تدهورت لدى المرضى المصابين بالتوحد بشكل واضح وعلى غرار ما يحدث للأشخاص الذين يعانون من حالة اعتلال الأعصاب المحيطية، حيث تكون عتبة الشعور بالحرارة والأحاسيس الأخرى لديهم أعلى من الآخرين".

بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون أن الاستجابة للمس كانت مختلفة لدى المصابين بالتوحد أيضاً، حيث كان الأشخاص ذوو الأعصاب الطبيعية أكثر ميلا إلى كره أن يتم لمسهم وكانوا غير مرتاحين لبعض حركات اللمس، في حين أن أولئك الذين يعانون من تلف الألياف العصبية والمصابين بالتوحد كانوا يفضلون المشي حفاة ويمكن أن لا يشعروا في الكثير من الأحيان بوجود ببعض الجروح أو الكدمات حتى.