علوم

دراسة: السباحة في الماء البارد قد تساعد في الحماية من الخرف

20 تشرين الأول 2020 10:34

توصلت دراسة علمية إلى أن الغطس والسباحة في الماء البارد يمكن أن يساعد في حماية الدماغ من الخرف والأمراض التنكسية الأخرى المرتبطة بالتقدم في العمر.

واكتشف العلماء الذين يراقبون السباحين في مبنى البرلمان بلندن، وجود مستويات مرتفعة من بروتين RBM3، الذي يعرف أيضا باسم بروتين الصدمة الباردة في مجرى الدم.

علماً ن هذا المركب البروتيني ينتج عن في حالة الإسبات لدى الثدييات، مما يؤدي إلى تدمير وإعادة نمو المشابك العصبية التي يتم فقدانها بشكل دائم عند الإصابة بالخرف، مما يؤدي إلى تدهور الوظيفة الإدراكية وظهور علامات منبهة للمرض القاسي مثل صعوبة التركيز والارتباك.

فوائد السباحة

بالإضافة إلى ذلك، يقول العلماء أن تجديد تلك المشابك العصبية يعتبر أمرا جيدا لأنه يصلح الروابط الحيوية في الدماغ، ويمنع الإصابة بالخرف لفترة طويلة أيضاً.

وعندما تدخل الحيوانات الثدية في فترة السبات، بما في ذلك القنافذ والدببة والسناجب، أي أنها تذهب إلى الفراش لفصل الشتاء، فإن البروتين يعمل على إزالة 20 إلى 30 % من نقاط الاشتباك العصبي، ولكن بحلول الربيع، ينشط لإعادة إحياء وتشكيل هذه الروابط تزامنا مع عودة الحيوانات للحركة.

كما وأظهرت الدراسات التي أجريت على الفئران المصابة بالخرف أن البروتين يمكن أن يساعد في تأخير ظهور أمراض الدماغ التنكسية.

ويقول علماء من جامعة كامبريدج، الذين غطوا على نطاق واسع الصلة بين الخرف وبروتين "الصدمة الباردة"، أن أبحاثهم تشير إلى أن إيجاد عقار يمكن أن يؤدي إلى إنتاج هذا البروتين يمكن أن يمنع ظهور الخرف لسنوات.


فوائد السباحة للدماغ

ولكن في الحقيقة، إن جعل البشر يبقون في درجة الحرارة منخفضة للغاية لمعرفة ما إذا كانوا سينتجون بروتين الصدمة الباردة هذا، قد كان أمراً صعباً بسبب وجود العديد من المعيقات والتحديات الأخلاقية أمام فريق العلماء.

وبعد سماع تقرير على راديو BBC الرابع يوم أمس، اتصل السباح الليدو مارتن بات بفريق الباحثين قائلا أن فريقه يعاني من انخفاض درجة الحرارة بانتظام، حتى أنهم يسبحون في درجات حرارة تصل إلى 34 درجة مئوية، و أنه سيكون موضوعا جيدا للدراسة.

بعد ذلك، تم اختبار السباحين بحثا عن البروتين خلال فصول شتاء 2016 و 2017 و 2018 ، جنبا إلى جنب مع أعضاء نادي تاي تشي الذين يمارسون الرياضة بجوار المسبح ، و الذين كانوا هم الفريق المتحكم به في الدراسة ، و قدوجد الفريق مستويات مرتفعة من بروتين "الصدمة الباردة" لدى السباحين بالفعل ، و لكن لم يتم العثور على المركب بكميات أعلى لدى أعضاء نادي التاي تشي الذين لم يدخلوا المسبح مطلقا .

وقالت البروفيسورة جيوفانا مالوتشي، المؤلفة الرئيسية للدراسة، أن النتائج قد أثبتت أن البشر، مثلهم مثل الحيوانات التي تدخل في السبات الشتوي، يمكن أن ينتجوا هذا البروتين، ولكنها حذرت من أن الغمر في الماء البارد ليس علاجاً مؤكداً للخرف لأن مخاطر انخفاض درجات الحرارة قد تفوق الفوائد بكثير أيضاً، حيث يمكن أن يتسبب انخفاض حرارة الجسم في الإضرار بالأعضاء الحيوية وعدم انتظام ضربات القلب، مما يعرض المرضى لخطر الموت.

كما وأضافت مالوتشي أن المهمة الحالية تتمثل في العثور على عقار يمكن أن يحفز إنتاج هذا البروتين الذي يمكن أن يحمي الدماغ دون الحاجة للغمر بالمياه الباردة.

النهضة نيوز