الحرص والحذر الشديد من الجراثيم عديم الجدوى.. اليكم السبب

علوم

طبيبة تشرح لماذا لا يوجد هناك شيء خالي تماما من الجراثيم

25 تشرين الأول 2020 21:16

ربما تساءل العديد منا حول امكانية أن يكون هناك أي شيء خال تماما من الجراثيم ومسببات الأمراض المختلفة، وخاصة عندما نقوم بفرك أيدينا بالمطهرات أو نطبخ الطعام على ألواح الطهي ومنضدة المطبخ المغسولة بمضادات البكتيريا، أو حتى عندما نحاول فتح باب الحمام العمومي بمرفقنا أو بالمنديل لتجنب لمسه قدر الإمكان. ولكن ماذا لو كان كل هذا الحرص والحذر الشديد ليست سوى أفعالا عديمة الجدوى؟

وتقول الدكتورة إميلي سيكبرت بينيت، مديرة برنامج الوقاية من العدوى بالمركز الطبي بجامعة نورث كارولينا والأستاذة المساعدة لعلم الأوبئة والأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة كارولينا الشمالية: "إن كون شيء ما خال تماماً من الجراثيم ومسببات الأمراض لهو أمر مستحيل تقريباً. حيث أنه يوجد في أجسامنا بكتيريا أكثر من الخلايا نفسها، كما أن هناك الكثير أنواع البكتيريا التي تنشأ وتعيش بشكل طبيعي في كل مكان، بداية من الماء والهواء والتربة ووصولاً إلى الحيوانات الأخرى".

الحرص والحذر الشديد من الجراثيم 

وأضافت: " في الواقع، ليست جميع تلك الميكروبات والجراثيم ضارة بصحة الإنسان، حيث أن العديد من الدراسات قد أثبتت حقيقة أن معظمها يكون في حالة غير ضارة على الإطلاق إلى أن ينتهي بها الأمر في المكان الخاطئ مثل داخل جسم الإنسان، مثل بكتيريا المكورات العنقودية التي تعيش في أنف الشخص بشكل غير ضار، ولكنها يمكن أن تكون مميتة في حال وصولها إلى مجرى الدم".

أما بالنسبة للميكروبات الأخرى، تشير الدكتورة إميلي سيكبرت بينيت أن بعضها يعتبر من الأنواع الممرضة بشكل دائم، مما يعني أنها دائما ما ستعرض حياة الشخص للإصابة والخطر. حيث أن فيروس كورونا التاجي المستجد على سبيل المثال يعتبر أحد أقرب الأمثلة وأوضحها على هذا النوع من الميكروبات الضارة، والتي تجعل الناس يسعون دائما إلى الحفاظ على النظافة والتعقيم وتثير خوفهم".

• هل هناك أي أمل في إبقاء بيئاتنا خالية من هؤلاء الأشرار المجهريين؟

بحسب ما قالته الدكتورة سيكبرت بينيت، فإن السؤال الأفضل الذي يجب طرحه ليس كيفية الحفاظ على الأسطح خالية من الجراثيم، ولكن كيفية منع الجراثيم الموجودة في بيئاتنا من التسبب في العدوى.

وقالت: "يمكن تطهير الأسطح بالمناديل أو البخاخات المنزلية اليومية، وهذا يقضي على الميكروبات الموجودة على تلك الأسطح بالتأكيد، لكن هذه الأسطح تميل إلى إعادة التلوث باستمرار، ففي أي وقت يتفاعل فيه سطحان، مثل مقبض الباب والإصبع، تنشأ بينهما عملية تبادل للميكروبات المتواجدة على سطحيهما. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للميكروبات الموجودة في الهواء أن تستقر بسرعة على الأسطح التي تم تطهيرها للتو".

وأضافت: "لذلك، إن أهم شيء هو التفكير بشكل جذري وجاد في إيقاف سلسلة نشوء العدوى، والتفكير في الخطوات الصغيرة التي يتخذها الميكروب منذ نشأته وحتى إصابته للإنسان وكيفية قطعها أو إيقافها، حيث أنه يجب علينا أن نسأل أنفسنا: أين هي النقاط الموجودة على طول تلك السلسلة وكيف يمكننا قطعها؟".

النهضة نيوز