علاج مرض التصلب العصبي المتعدد

علوم

عقار جديد يعطي أملا لعلاج مرض التصلب العصبي المتعدد

6 تشرين الثاني 2020 18:55

توصلت دراسة جديدة إلى أن هناك علاجاً مناعياً جديداً قد أظهر نجاحاً باهراً في علاج التصلب العصبي المتعدد في الحيوانات، والذي قد يكون واعدا للبشر أيضاً.

وقام باحثون في جامعة توماس جيفرسون بولاية فيلادلفيا بتطوير واختبار عقار يمنع خلايا الجهاز المناعي من مهاجمة غمد الميالين، وهو طبقة واقية تحيط بالخلايا العصبية في الجسم.

وعندما يصاب الكائن الحي بمرض التصلب العصبي المتعدد، يهاجم الجهاز المناعي للجسم الجهاز العصبي المركزي من خلال مهاجمة غمد الميالين هذه.

وفي حين أن هذا العلاج من شأنه أن يعيق استجابة المناعة الذاتية، فإنه سيترك بقية الجهاز المناعي يعمل بشكل كامل، وذلك وفقا للباحثين القائمين على الدراسة.

وقال كبير مؤلفي الدراسة، الدكتور عبد المحمد رستامي، رئيس قسم طب الأعصاب في كلية سيدني كيميل الطبية في جامعة توماس جيفرسون: "إن هذه ميزة كبيرة لطريقتنا الخاصة بالعلاج بالمستضدات مقارنة بالعلاجات الحالية، والتي تشبه استخدام مطرقة ثقيلة على الجهاز المناعي".

علاج مرض التصلب العصبي المتعدد

وأضاف قائلاً: "هناك العديد من المستضدات التي تنشط المناعة في غمد الميالين، لكن العقبة الأكبر هي أننا لا نعرف أي مكون من المايلين يحفز الاستجابة المناعية لدى مرضى التصلب العصبي المتعدد بالضبط . حيث أن الدراسات السابقة استخدمت مستضدات المايلين الفردي أو مجموعات من المستضدات لمنع المناعة الذاتية في النماذج الحيوانية، لكن نجاحها كان محدودا في البشر".

وخلال هذه الدراسة، بحث الباحثون في خلايا تسمى oligodendrocytes، والتي تتركز في غشاء الخلية حول الخلايا العصبية لإنتاج غمد الميالين، حيث يمكن للعلماء حصاد أكياس صغيرة تسمى الحويصلات خارج الخلية، والتي يمكن تسميتها بالخلايا الكهربائية المستنبتة.

كما ويعتقد الباحثون أن هذه المركبات الكهربائية تحتوي على جميع مستضدات المايلين ذات الصلة، مما يعني أنه ستكون هناك فرصة أكبر لإيقاف هجوم المناعة الذاتية على المايلين عند الإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد.

وأضاف الدكتور رستامي: "الشيء الرائع في هذه المركبات الكهربائية هو أنها تمنحنا فرصة لعلاج المرض بطريقة خاصة بمستضد معين، دون الحاجة إلى معرفة الهوية الدقيقة للمستضد المستهدف، وهي تفي بجميع المعايير التي نحتاجها".

والجدير بالذكر أن الباحثون قاموا بحقن هذه المركبات الكهربائية في ثلاثة نماذج مختلفة من الفئران المخبرية بهدف إظهار تأثيرها على مرض التصلب العصبي المتعدد في كل من المراحل المبكرة والمتأخرة من المرض. وأفادوا أنه قد منع ظهور الأعراض مثل انخفاض الحركة و الشلل عند حقنه قبل تطور المرض، ونجح في تقليل شدة المرض عند حقته لاحقا أيضاً.

بالإضافة إلى ذلك، أشار الدكتور رستامي إلى أن هذا النهج كان فعالاً في نماذج مختلفة، مما يشير إلى أن هذا يمكن أن يكون بمثابة علاج شامل.

ومع ذلك، فإن نتائج الدراسات التي أجريت على الحيوانات لا تظهر دائما فعاليتها على البشر، الأمر الذي يعني أنه يجب القيام بمزيد من التجارب والأبحاث قبل الخوض في التجارب السريرية على البشر.

كما وقال الباحثون أنهم تمكنوا خلال الدراسة من عزل المركبات الكهربائية من الخلايا البشرية أيضاً، حيث وجدوا أنها تحتوي على العديد من مستضدات المايلين، ومن الممكن أن يكون لها نفس التأثير العلاجي في المرضى.

وتجدر الإشارة إلى أن الدكتور رستامي وفريقه يعملون على تسجيل براءات الاختراع لمنهج العلاج بالمركبات الكهربائية الوريدية، ونشرت الدراسة بتاريخ 4 نوفمبر في مجلة Science Translational Medicine العلمية المرموقة.

النهضة نيوز