تقارير وحوارات

العقوبات الأمريكية على جبران باسيل.. آخر محطات الابتزاز الفاشل

7 تشرين الثاني 2020 23:03

أعلنت وزارة الخزانة الاميركية يوم أمس عقوبات على النائب ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ، هذه العقوبات التي كانت تهدد باسيل منذ فترة طويلة فرضتها متذرعة بتورط باسيل في عمليات الفساد. ولكن كما بات معلوما أن السبب الرئيسي هو علاقة باسيل بحزب الله وتفاهم مار مخايل المعقود منذ عام 2006 و الذي يشكل ضمانة وطنية وشعبية لحزب الله في لبنان .


العقوبات الاميركية على جبران باسيل تختلف عن العقوبات الماضية التي فرضت على يوسف فينيانوس وزير الأشغال السباق و أيضا على وزير المالية السابق علي حسن خليل ، فهؤلاء فرضت عليهم العقوبات بسبب واضح وصريح هي علاقتهم ودعمهم لحزب الله، أما جبران باسيل فهو الوحيد من فرضت عليه العقوبات ووضعته على اللائحة السوداء، استنادًا إلى قانون "ماغنيتسكي".

اتهم جبران باسيل بموجب هذا القانون ونص العقوبات بقيامه بعمليات الفساد في كل الوزارات السابقة التي تولاها من وزارة الإتصالات فالطاقة الى الخارجية . وجمدت بناءا عليه جميع أصول جبران باسيل في المصارف البنانية وغيرها ، كما سيمنع من الحصول على تأشيرة سفر إلى أميركا ،و غيرها من القيود التي تخرق نشاطاته كسياسي وتخرق السيادة اللبنانية بشكل واضح وصريح .

لهذه العقوبات رسائل سياسية عدة تحاول أن توصلها أميركا للداخل اللبناني، وإن كانت في نص العقوبات تشير الى تورط باسيل في الفساد ، الا أن وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو قالها بصريح العبارة زاعما أن جبران باسيل كان يسهل أنشطة حزب الله في الداخل اللبناني ويساعده على زعزعة الإستقرار السياسي.

في حديث لموقع النهضة نيوز مع المحلل السياسي وسيم بزي قال أن هذه العقوبات على باسيل لم تكن مستغربة بل كانت الإدارة الأميركية تمهد لها وتسرب المعلومات عنها في محاولة لابتزاز جبران باسيل وميشال عون ،بهدف الحصول على ثمرة سياسية ألا وهي فض الإتفاق والحلف بين حزب الله والتيار الوطني الحر.

وأوضح وسيم بزي أن سبق الإعلان الرسمي للعقوبات زيارة وفد مؤلف من 4 أشخاص من السفارة الاميركية في بيروت لجبران باسيل ، وعقدوا معه لقاءا مطولا محاولين الضغط عليه. كما تلاه لقاء جمع بين سفيرة أميركا في لبنان دورثي مع رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون ، التي كانت أيضا بدورها تحاول الضغط لفض الإتفاق بين التيار وحزب الله.

واعتبر وسيم بزي أن هذه ليست المحاولة الاولى لأميركا لفض الإتفاق بين التيار الحر وحزب الله، بل هذه رغبة من 14 سنة كون اتفاق مار مخايل أمّن بشكل ما شرعية ووطنية حزب الله في لبنان .

يقول وسيم بزي أن سبب العقوبة واضح هو علاقة حزب الله وجبران باسيل القوية، إلا أن العقوبات الاميركية تختلف هذه المرة على باسيل وجاء في نصها محاولة للإلتفاف على السبب الرئيسي وتورية مستخدمين حجة "الفساد" ، و يقول وسيم بزي إن أميركا توجه رسالة تحذيرية للرئيس عون وإن بطريقة غير مباشرة .

ويطرح وسيم بزي تساؤل حول توقيت هذه العقوبات وعلاقته بتشكيل الحكومة ، وقال إن العقوبات السابقة على فينيانوس و علي حسن خليل أطاحت بشكل ما بالمبادرة الفرنسية و اعتذر وقتها مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة .وأكد بزي أن العقوبات اليوم على باسيل ستعيد خلط الاوراق الحكومية وستؤخر التشكيل ، واعتبر أن هذه العقوبة ليست رسالة تحذير للحريري بقدر ما هي رسالة أحرجته كونه يقطع التواصل مع باسيل وقال أنها بالتأكيد ستشكل عرقلة أمام تشكيله الحكومة .

واعتبر وسيم بزي أن الإدارة الاميركية بدت كأنها تلحق تفسها قبل فوز جو بايدن الحاسم الرسمي في الإنتخابات الاميركية وفرضت العقوبة على باسيل .

أما عما إذا كانت ستتأثر علاقة التيار الوطني الحر بحزب الله ، أوضح وسيم بزي أن موقف التيار الوطني الحر اليوم يجب أن يكون أكثر تماسكا و تضامنا مع جبران باسيل والرئيس ميشال عون ، والإنقسامات وفك الحلف السياسي لن يحصل ، وما عمّق اتفاق مارمخايل هي حرب تموز 2006 حيث كان لميشال عون موقف ثابت مساند لحزب الله والمقاومة .

النهضة نيوز - خاص