علماء يكتشفون كيفية عمل الانتقال الآني في الأدمغة باستخدام التحفيز بأشعة الليزر

علوم

علماء يكتشفون كيفية عمل الانتقال الآني في الأدمغة باستخدام التحفيز بأشعة الليزر

8 تشرين الثاني 2020 10:42

زعمت دراسة جديدة أن الدماغ يمكن أن "ينتقل عن بعد" عن طريق توجيه أشعة الليزر إليه، حيث كان علماء الأعصاب من جامعة كوليدج لندن يجرون تجارب على الفئران في محاولة لمعرفة المزيد عن الأعمال الخفية للذاكرة وكيف يعمل نظام تحديد المواقع العالمي الداخلي في أدمغة الثديات.


وأوضحت الدراسة التي نشرت في مجلة Cell العلمية المرموقة، أنه يمكن توجيه أشعة الليزر إلى منطقة الحصين، وهي المنطقة المسؤولة عن الذاكرة وتعلم تحفيز الخلايا العصبية المسماة "خلايا المكان" في الدماغ. حيث تصبح خلايا المكان نشطة عندما يدخل كائن حي سواء أكان حيواناً أم إنساناً، إلى بيئة جديدة و يخزن الموقع في ذاكرته، وذلك وفقاً لتقرير نشرته صحيفة الديلي تلغراف.

خلال الدراسة، قرر العلماء وضع الفئران المخبرية في مكان واحد و مكافأتها بمياه السكر، ثم كان يتم نقلها إلى مكان آخر، واستخدام أشعة الليزر لتنشيط خلايا المكان التي كانت تخزن ذاكرة الموقع الأول في أدمغتها.

تنشيط الدماغ باستخدام التحفيز بأشعة الليزر

وكان العلماء قادرين على إعادة تنشيط أو استعادة ذاكرة الموقع عندما تم منح الفئران مكافأة، كما وأظهرت الحيوانات علامات على انتقال أدمغتها إلى الموقع الأول.

بالإضافة إلى ذلك، كشفت الدراسة أن الفئران حاولت العثور على ماء السكر، حيث اعتقدوا أنهم في الموقع الأول وليسوا في الثاني، أي أنها كانت جسديا في الموقع الثاني ولكنها انتقلت عقليا للموقع الأول.

تجدر الإشارة إلى أن النتائج توفر فهما أعمق لكيفية تخزين الذكريات في الدماغ، حيث يعتقد علماء جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس أن نتائج هذه الدراسة يمكن أن تساعدنا في نهاية المطاف على تطوير علاجات جديدة لحالات مرضية تؤثر على العقل و الذاكرة مثل الخرف ومرض الزهايمر.

وقال المؤلف الأول للدراسة، الدكتور نيك روبنسون: "توفر هذه النتائج دليلاً سببياً مباشراً على أن الفئران تستخدم المعلومات التي يمثلها نشاط الخلايا المكانية لتوجيه سلوكها. وبعبارة أخرى، تخبر خلايا المكان الفئران بمكانها، حيث أنها تستمع إليها عندما تتخذ القرارات، وهذا يوفر رؤى جديدة حول كيفية تخزين الذكريات في الدماغ، بالإضافة إلى دفعنا للبحث عن أدوات جديدة للتلاعب بهذه الذكريات للتأثير على السلوك".

وأضاف: "إن اضطرابات الذاكرة، مثل الخرف والزهايمر، تمثل تكلفة باهظة للمجتمع، وتؤدي هذه الدراسة الهامة في نهاية المطاف إلى التوصل لفهم أفضل لهذه الأمراض، فضلاً عن أهداف جديدة للتدخل العلاجي".

النهضة نيوز