مما لا شك فيه أن الصناعة العسكرية العالمية لم تعد كما كانت عليه و كما عرفناها في العقود الأخيرة . حيث أصبح تطوير التقنيات الجديدة في مجال أنظمة الأسلحة المستقلة و الذكاء الاصطناعي يصل إلى مستويات جديدة كل يوم تقريبا ، في ظل تنافس القوى العالمية الكبرى للتغلب على بعضها البعض ، و إننا نتحدث هنا عن روسيا و الصين و الولايات المتحدة ، و حتى الهند و باكستان.
لكن ما لم يتوقعه العديد من الناس هو أن تقوم المملكة المتحدة بكسر صمتها الطويل في المنطقة مؤخرا ، و ذلك من قبل رئيس أركان جيشها ، الجيش نيك كارتر .
فبحسب ما نقلته صحيفة الجارديان البريطانية ، فإنه خلال السنوات المقبلة و في المستقبل القريب ، ستصبح الطائرات المسيرة و الجنود الآليين جزءا لا يتجزأ من قوات جلالة الملكة . حيث أن الأمر يتعلق بعشرات الآلاف من الروبوتات العسكرية التي سيتم الاعتماد عليها لتجديد الوحدات العسكرية المكونة للجيش البريطاني لتحقيق التوازن و تقليل انخفاض المجندين في الجيش من ناحية ، و لضمان حماية الحياة البشرية من ناحية أخرى .
لكن الجنرال كارتر أدلى بملاحظة مهمة للغاية : " بعد كل شيء ، فإن مستقبل أولئك الجنود الآليين غير مؤكد في الوقت الحالي . حيث تجري في الوقت الراهن عملية إعادة بناء بطيئة و لكن مؤكدة لكل وحدة من الجيش البريطاني تقريبا . فنحن نتحدث عن تجربة إدخال الطائرات الحديثة و دمج وظائفها في المهام اليومية للجنود ، و هو شيء كانت تقوم به قوى عسكرية كبرى أخرى منذ فترة طويلة ".
و مع ذلك ، يعتقد الجنرال كارتر أن "الجنود الآليين الجدد" يمكن أن يصبحوا جزءا أساسيا من الجيش البريطاني بحلول عام 2030 ، حيث أنهم سيمثلون ما نسبته 25٪ من الجيش البريطاني بأكمله وفقا له .
بكلمات أخرى ، سيكون هناك 30 ألف جندي آلي بين كل 120 ألف جندي بريطاني . و مع ذلك ، تجدر الإشارة إلى أن الجنرال كارتر أكد لاحقا أن جميع هذه البيانات ليست سوى أرقاما تخمينية و لا ينبغي اعتبارها موثوقة ، على الأقل في هذه المرحلة .
بالإضافة إلى ذلك أكد الجنرال كارتر أن الأمر ينطوي على مخاطرة كبيرة أيضا ، حيث قال :" إنها مخاطرة كبيرة بلا شك ، و علينا أن نكون على دراية تامة بها . حيث أن اللعب بالذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى وضع إنساني خارج عن السيطرة ، و إلى الحرب التي دائما ما صورتها لنا الأفلام بين الآلة من الإنسان . فمع تطور التقنيات الجديدة في مجال الذكاء الاصطناعي و المشاركة المحتملة للجنود الآليين في الحروب ، يمكن أن تندلع مثل هذه الحرب عن طريق الصدفة ، حتى بدون سبب ضروري ".
النهضة نيوز_ترجمة خاصة