كيف تخدع خلايا السرطان الجسم وتنتشر بلا رادع

اكتشاف ثوري قد ينقذ آلاف المرضى سنويا.. الخلايا السرطانية تتخفي كخلايا جلدية اكتشاف ثوري قد ينقذ آلاف المرضى سنويا.. الخلايا السرطانية تتخفي كخلايا جلدية

في تطور علمي قد يشكل نقلة نوعية في مكافحة سرطان الأمعاء، توصل باحثون اسكتلنديون إلى اكتشاف مذهل يشرح كيفية تمكن الخلايا السرطانية من التخفي والانتشار في الجسم، الدراسة التي أجراها مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة بالتعاون مع جامعة إدنبرة، كشفت النقاب عن إحدى أخطر استراتيجيات الخلايا السرطانية للتهرب من العلاج.

سرطان الأمعاء وباء صامت يزداد انتشارا

وتشير الإحصاءات الحديثة إلى أن سرطان الأمعاء (المعروف أيضا بسرطان القولون والمستقيم) يحتل المرتبة الثانية بين أكثر أنواع السرطان فتكا في المملكة المتحدة، ففي كل عام يسجل هذا المرض حوالي 16,800 حالة وفاة، منها 1,700 حالة في اسكتلندا وحدها، ولكن الأخطر من ذلك هو الارتفاع المقلق في معدلات الإصابة بين فئة الشباب، حيث تشير الدراسات إلى زيادة بنسبة 20% في الحالات بين الأشخاص دون سن الخمسين خلال العقد الماضي

وقد كشف البحث المنشور في مجلة "نيتشر" المرموقة عن ظاهرة بيولوجية مدهشة، حيث تكتسب الخلايا السرطانية القدرة على تغيير هويتها تماما، فبدلا من أن تظهر كخلايا معوية، تبدأ في محاكاة خلايا الجلد أو العضلات في عملية أشبه بتحول الحرباء البيولوجي، هذه الظاهرة المعروفة علميا باسم "المرونة الخلوية" (Cellular Plasticity) تمثل أحد أهم الأسلحة السرية للسرطان في غزوه للجسم.


كيف تخدع الخلايا السرطانية جهاز المناعة

كيف تخدع الخلايا السرطانية جهاز المناعة

كما قام الباحثون اسكتلنديون بالتركيز على جين معين يسمى ATRX، والذي لوحظ ارتباطه سابقا بالأشكال العدوانية من سرطان الأمعاء، من خلال التجارب على الفئران وعينات الأنسجة البشرية، اكتشف الفريق أن فقدان هذا الجين يؤدي إلى:

1. زيادة ملحوظة في الأورام المنتشرة.

2. انتقال السرطان من الأمعاء إلى الكبد والعقد الليمفاوية.

3. انتشار الخلايا السرطانية إلى الحجاب الحاجز.

4. تحول الخلايا المعوية إلى خلايا تشبه الجلد أو العضلات.

ويشرح الدكتور باتريزيا كاماريري الباحث الرئيسي في الدراسة سبب تغيير خلايا السرطان لشكلها فيقول: "إن خلايا الجلد مصممة لتحمل الظروف القاسية، فهي تشكل خط الدفاع الأول للجسم ضد العالم الخارجي، فعندما تكتسب الخلايا السرطانية هذه الصفات، تصبح أكثر قوة وقدرة على البقاء أثناء رحلتها عبر الجسم".

كيف يمكن لهذا الاكتشاف أن ينقذ الأرواح

يؤكد الباحثون أن فهم هذه الآلية يمثل خطوة حاسمة نحو تطوير علاجات أكثر فعالية، ومن المتوقع أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى:

- تطوير أدوية تمنع عملية "تغيير الشكل" الخلوي.

- تحسين فاعلية العلاجات الحالية.

- منع انتشار السرطان إلى الأعضاء الأخرى.

- زيادة معدلات البقاء على قيد الحياة للمرضى.

وقد شهدت اسكتلندا معدلات إصابة بسرطان الأمعاء أعلى من المتوسط الوطني، مع حوالي 4,000 حالة جديدة سنويا، لذلك يؤكد الخبراء على أن الاكتشاف المبكر يزيد من فرص الشفاء بنسبة تصل إلى 90%. لذلك تنصح الهيئات الصحية بإجراء فحوصات دورية، خاصة للأشخاص الذين:

- تزيد أعمارهم عن 50 عاما.

- لديهم تاريخ عائلي للمرض.

- يعانون من أعراض مستمرة مثل تغيرات في عادات الأمعاء أو نزيف شرجي.