تتخلى العديد من النساء اللواتي يعانين من مشاكل الصحة العقلية في بعض الأحيان عن أكثر أشكال تحديد النسل فعالية بسبب مخاوف بشأن زيادة هذه المشكلات، ألا وهي حبوب منع الحمل، لكن دراسة جديدة قدمت نتيجة إيجابية مفادها أن حبوب منع الحمل وبعض الأشكال الأخرى من وسائل منع الحمل الهرمونية لا تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب.
وفي تقرير نشرته شبكة "نيوز ماكس" وترجمه موقع "النهضة نيوز" أوضحت المؤلفة الرئيسية للدراسة الدكتورة جيسيكا كيلي، رئيسة قسم التوليد وأمراض النساء في كلية الطب بجامعة نورث وسترن في فينبرغ في شيكاغو: "يعتبر هذا الأمر مصدر قلق شائع للغاية بالنسبة لبعض المرضى اللواتي يعانين من اضطرابات القلق، خاصة عندما تناقش الآثار الجانبية المحتملة لوسائل منع الحمل. وإننا نأمل أن نشجع النساء على التركيز على احتياجاتهن من استخدام وسائل منع الحمل والتعرف على الخيارات التي من غير المرجح أن تسبب الاكتئاب لهن".
وتجدر الإشارة إلى أن وسائل تنظيم النسل وموانع الحمل الهرمونية التي ناقشها مؤلفو الدراسة تشمل حبوب منع الحمل واللولب الرحمي والحلقات المهبلية. ونشرت الدراسة على الإنترنت بتاريخ 10 نوفمبر في المجلة الأمريكية للطب النفسي، وهي مراجعة شاملة للبحوث المنشورة عن طرق تحديد النسل للنساء المصابات باضطرابات نفسية.
حبوب منع الحمل
ووفقاً للمؤلفة المشاركة الدكتورة كاثرين ويزنر، أستاذة الطب النفسي والعلوم السلوكية وطب التوليد وأمراض النساء في جامعة نورث وسترن: "عندما تراجع الأدبيات بأكملها وتسأل نفسك سؤالا هاماً، هل تسبب موانع الحمل الهرمونية الاكتئاب؟، فإنك تجد أن الإجابة هي: بالتأكيد لا".
والجدير بالذكر أن العديد من الدراسات والتجارب السريرية قد وجدت أن النساء المصابات باضطرابات نفسية يعنين من معدلات مماثلة لأعراض التقلبات المزاجية الحادة بغض النظر عما إذا كن يستخدمن موانع الحمل الهرمونية أم لا. وقال مؤلفو الدراسة أن استخدام موانع الحمل قد يؤدي في بعض الحالات إلى استقرار الأعراض المزاجية للنساء المصابات باضطرابات نفسية أيضاً.
كما وأضافت الدكتورة ويزنر أن الإجهاد البدني والعقلي الناجم عن الحمل غير المقصود يمكن أن يؤدي إلى نوبات نفسية جديدة ومتكررة من الاكتئاب، بما في ذلك اكتئاب ما بعد الولادة.
ويأمل مؤلفو الدراسة أن تؤدي النتائج إلى مزيد من التعاون بين أطباء أمراض النساء والأطباء النفسيين، الذين يمكنهم العمل معا لمساعدة مرضاهم المشتركين.
بالإضافة إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أنه لا يتلقى الأطباء النفسيون عادة تدريبا كافيا على تقديم ارشادات حول استخدام موانع الحمل النساء بشكل صحيح، وقالت الدكتورة ويزنر أنه يجب فحص النساء للكشف عن الاكتئاب في المواعيد الروتينية للمراجعة لدى أطباء أمراض النساء والولادة.
النهضة نيوز