العزلة الاجتماعية ترتبط بخطر الإصابة بالاكتئاب

علوم

العزلة الاجتماعية عامل خطر رئيسي للإصابة بالاكتئاب لدى البالغين وكبار السن

24 كانون الثاني 2024 15:36

الاكتئاب ليس مجرد اضطراب مزاجي، فهو سبب رئيسي للإعاقة في جميع أنحاء العالم، وتأثيره أكثر وضوحاً بين كبار السن.

اكتشفت دراسة هامة أجرتها جامعة ولاية كولورادو عاملاً مهماً يساهم في الإصابة بالاكتئاب، وخاصة لدى البالغين في منتصف العمر وكبار السن، وتم تحديد العزلة الاجتماعية باعتبارها عامل الخطر الرئيسي للاكتئاب. 

العزلة الاجتماعية ترتبط بخطر الإصابة بالاكتئاب

استخدم فريق البحث برنامجاً متطوراً للتعلم الآلي لتحليل البيانات من مجموعة واسعة ومتنوعة من البالغين في منتصف العمر وكبار السن في أوروبا، ومن بين 56 عاملاً قاموا بفحصها، برز عامل واحد في جميع المجالات لكل من الرجال والنساء: تم تحديد العزلة الاجتماعية باعتبارها عامل الخطر الرئيسي للاكتئاب، وأعقب ذلك، بفارق ضئيل، مشاكل عامة تتعلق بالصحة العامة.

عوامل الخطر الاجتماعية المرتبطة بالإصابة بالاكتئاب

لكن الدراسة لم تتوقف عند هذا الحد، فقد تعمقت في دراسة 30 عامل إضافي يتعلق بالحياة الاجتماعية للمشاركين وديناميكيات الأسرة، وشمل ذلك عدد المرات التي اتصلوا فيها بأصدقائهم، وعدد الأصدقاء لديهم، والدعم المادي والمالي الذي تبادلوه مع الآخرين.

من المثير للاهتمام أن الدراسة كشفت عن عوامل الخطر الخاصة بالجنس أيضاً، فبالنسبة للرجال، ظهرت الصعوبات في إدارة الأنشطة اليومية، مثل التعامل مع الشؤون المالية، وتناول الأدوية، واستخدام الهاتف، كعامل خطر كبير.

وفي المقابل، وبالنسبة للنساء، كان عامل الخطر الرئيسي هو عبء المسؤوليات العائلية، وخاصة الشعور بأن هذه المسؤوليات تعيق رغباتهن وأنشطتهن الشخصية، ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن هذه العوامل الخاصة بالجنس لعبت دوراً صغيراً نسبياً في خطر الإصابة بالاكتئاب بشكل عام.

ويهدف الباحثون إلى استكشاف مجموعة واسعة من عوامل الخطر المحتملة وعوامل الحماية من الاكتئاب، وشددوا على أهمية دراسة الجوانب المختلفة للدعم الاجتماعي، مع الأخذ في الاعتبار أن مشاعر العزلة الاجتماعية المبلغ عنها ذاتياً يمكن ربطها بعوامل مختلفة بطرق مختلفة.

العلاقة بين العزلة الاجتماعية والصحة النفسية لكبار السن

وتعتبر هذه الدراسة، التي نُشرت في مجلة The Lancet التي أجراها "ستيفن أيشيل" وزملاؤه، ضرورية لفهم الاكتئاب لدى كبار السن، ويسلط الضوء على التأثير العميق للصلات الاجتماعية والصحة البدنية على الصحة النفسية، وتؤكد هذه الدراسة على أهمية معالجة العزلة الاجتماعية وتعزيز الصحة البدنية كاستراتيجيات رئيسية في الوقاية من الاكتئاب وإدارته، خاصة عند كبار السن. 

المصدر: مجلة The Lancet