محلل سياسي سوري لـ "النهضة نيوز": أحلام بايدن بتطبيع دمشق مجرد استهلاك اعلامي

تقارير وحوارات

محلل سياسي سوري لـ "النهضة نيوز": أحلام بايدن بتطبيع دمشق مجرد استهلاك اعلامي

16 تشرين الثاني 2020 20:41

يحاول الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن "التبشير" بعصر جديد من التطبيع؛ هو يريد البدء من حيث انتهى سلفه في تجليس الوجود "الإسرائيلي" في المنطقة، ويدلل إفصاحه عن نيته ببذل الجهد في تطبيع العلاقات بين سوريا ودولة الإحتلال، على أنه يحاول تصغير الإنجازات التي قدمها الرئيس السابق دونالد ترامب لدولة الإحتلال.

إذ يرى متابعون، أن الترويج بإمكانية جر سوريا إلى حظيرة التطبيع، يعني كثيراً، على المستوى الشخصي لبايدن أولاً، وعلى صعيد الهدف الاستراتيجي للمحور الغربي في تفتيت محور المقاومة من جهة أخرى.

آخر الأقاويل التي نقلت في هذا الصدد، جاءت على لسان يوسي بيلين، وهو أحد أرفع مفاوضي الإحتلال، وأبرز مهندسي اتفاقية أوسلو، إذ قال بيلين أن "تطبيع العلاقات بين سوريا و "إسرائيل" أولوية لدى الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن".

وكتب بيلين الذي كان قد شغل سابقا منصب وزير في حكومة العمل، مقالا في "صحيفة يسرائيل هيوم" حمل عنوان "جو بايدن الذي فوجئت بالتعرف إليه" وقد نقل عن الرئيس الأمريكي المرشح بالفوز جو بايدن قوله أن "السلام مع سوريا من وجهة نظر الولايات المتحدة سيؤدي الى تغيير استراتيجي للسلام مع الفلسطينيين سيحدث تغييرا تكتيكيا. أعلم أن الأمر بالنسبة لكم هو إيجاد حل للمسألة الديمغرافية، لكن بالنسبة للولايات المتحدة الأولوية للقناة بينكم وبين سوريا".

هذه المعلومات التي احتلت واجهات الصحف والمواقع الاخبارية الكبرى، وجد فيها محمد خير العكام وهو دكتور في كلية الحقوق بجامعة دمشق وعضو مجلس الشعب السوري، أنه جاء ليؤكد أن ما تقوم به الولايات المتحدة هو خدمة الكيان الصهيوني، ويعتقد العكام أيضا أن بايدن يعتبر أن تجاوب الأنظمة العربية مع قرار التطبيع سيصب في خدمة المصالح الأمريكية في الضغط على سوريا وإجبارها على ما يرسم لها في مطابخ المؤامرة الغربية.

وأكد العكام أن بايدن يظن أن الظروف السياسية المحيطة مناسبة في الضغط على سوريا، التي لن تتنازل عن قضيتها وعن مبادئها، خاصة بما يخص القضية الفلسطينية، يتابع العكام حديثه لـ مراسلة "النهضة نيوز": بايدن وحلفائه مخطئون بهذا الاعتقاد فسوريا ليست بأضعف حالاتها ولم تقدم سوريا كل هذه التضحيات والشهداء لتصل لمطاف التطبيع هذا لن يحدث مطلقاً".

واستذكر العكام محادثات السلام التي أشرف عليها الرئيس الراحل حافظ الأسد والتي اكد فيها على السلام العادل مع "إسرائيل"، هو السلام الذي يحفظ حقوق الشعب السوري بكامل أراضي الجولان، وكان القائد الراحل قد أكد حينها أنه لا ضير من إقامة علاقات عادية مع "إسرائيل" لكنها مشروطة باستعادة حقنا الكامل، بما فيها تمسكنا بقضية الشعب الفلسطيني وأرض فلسطين متمسكين بالقرار 497 الأرض مقابل السلام.

وأشار العكام إلى: " أننا نحن في قرارة أنفسنا وفي كل حديث عن السلام نؤكد أن أرض فلسطين للفلسطينين ولن نتنازل عن اي شبر من الأرض السورية والقادة الأمريكيين يدركون ذلك جيداً وهو ما نعمل على تحقيقه في خطنا المقاوم وهو مايريدون كسره وإزاحته من وجههم".

أما عن لبنان وما يشتبه به من أحاديث عن تحوير مفاوضات ترسيم الحدود مع "اسرائيل" قال العكام: " لايمكن ان يذهب لبنان إلى تطبيع، هو مجرد استهلاك إعلامي فالمقاومة ستكون خط الدفاع الأول كذلك الرئيس الحالي ميشال عون سيرفض وبشدة وهو ما جاء في كل تصريحاته".

يشار إلى أن أحاديث الرئيس الأمريكي الجديد وتصريحاته جاءت تزامنا مع فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على برلمانيين ومسؤولين عسكريين سوريين متهمين بدعم إنتاج النفط السوري، وهذه الرزمة من العقوبات هي الخامسة منذ بدء تنفيذ "قانون قيصر" منتصف يونيو الفائت ضد سوريا.

النهضة نيوز - خاص - دمشق