نجح فريق من الباحثين في شنغهاي بتحديد أربعة جينات تجعل ملامح وجه شخص صيني من عرق الهان فريدة من نوعها بدقة، ونشرت الدراسة في مجلة علم الوراثة والجينومات الصينية و تم مراجعتها من قبل النظراء يوم الاثنين.
ووفقا للدراسة الجديدة التي ترجمها موقع "النهضة نيوز"، فإن التغييرات في هذه الجينات يمكن أن تجعل الذقن أضيق، والحواجب أعلى، والأنف أطول، والخدين أنحف. كما ويمكن أن يكون للاختلافات في الجينات تأثير معاكس على الملامح أيضاً.
وتجدر الإشارة إلى أنه قد تم إجراء دراسات مماثلة على الأوروبيين و اللاتينيين والأفارقة وبعض السكان الآسيويين أيضا، وكانت الجينات المشكلة لملامح وجه عرقية الهان، التي تشكل معظم سكان الصين، غير معروفة سابقاً.
ووفقا للدراسة، إن الصينيين من عرق الهان يتشاركون في جين واحد لتشكيل الوجه مع بعض الأشخاص الأصليين في أمريكا الجنوبية، بينما لا توجد الجينات الثلاثة الأخرى في مجموعات عرقية أخرى.
ملامح الصينيين من عرق "الهان"
وبذل المؤلف الرئيسي للدراسة، البروفيسور ستيفان جروينوالد من معهد شنغهاي للتغذية والصحة، جهداً كبيراً لتوضيح أن الهدف من الدراسة هو سد فجوة معرفية موجودة في أدبيات علم الجينات والوراثة، مضيفاً: "سأكون مستاء للغاية إذا ما تم استخدام المعرفة لبعض الأغراض الخاطئة".
وفي الحقيقة، إن موضوع ما إذا كان ينبغي استخدام هذه التكنولوجيا لاختيار الأطفال الذين يتمتعون بسمات مثل الذكاء الفائق أو القوة البدنية أو الجمال لا يزال موضوع نقاش ساخن في الأوساط العلمية.
كما أنه قد تم بالفعل استخدام الفحص الجيني في العديد من البلدان للحد من مخاطر العيوب الخلقية. وفي الصين، يتم تشجيع الوالدين المحتملين على اختيار الإجهاض إذا كان الجنين يحمل جينا شديد الخطورة.
وعلى الرغم من أن جينات تشكيل الوجه يتم توارثها بشكل واسع النطاق، إلا أن العلماء لم يؤسسوا رابطا محددا بين شكل الوجه والتركيب الجيني حتى عام 2012.
والجدير بالذكر أنه يمكن أن يكون لهذا الاكتشاف تطبيقات واقعية محتملة، مثل إنشاء رسم تخطيطي لمشتبه به جنائي من خلال تحليل الجينات الموجودة في قطرة دم. حيث يتوق علماء الطب الشرعي إلى التوصل إلى تقنية تمكنهم من صنع صورة لمشتبه به بناء على الحمض النووي الذي تم جمعه في مسرح الجريمة.
بالإضافة إلى ذلك، يريد علماء الآثار استخدام الجينات المحفوظة في العظام لإعادة بناء الأنسجة الرخوة للإنسان القديم، مثل الأنف والأذن. كما ويحتاج بعض الأطباء إلى أدوات لإجراء فحص سريع للمرضى بحثا عن الأمراض المرتبطة بالجينات من خلال النظر إلى وجوههم.
وخلال الدراسة، قام الباحثين بتجنيد أكثر من 2000 متطوع، والتقطوا صورا ثلاثية الأبعاد لوجوههم. ثم تم تقسيم الصورة إلى أكثر من 32000 مقطع، وتم جمع عينات الدم من المتطوعين للحصول على تسلسل الجينوم الخاص بهم، ثم حلل الباحثون البيانات للعثور على المتغيرات الجينية المرتبطة بتغييرات طفيفة في ملامح الوجه.
كما وقال البروفيسور جروينوالد: " كنت أتوقع أن يكون الأمر سهلا في بداية الأمر، ولكن اتضح أن العينات التي قمنا بالاعتماد عليها لم تكن بالحجم المرغوب. وكان لبعض الأدوات الشائعة لتحليل الجينات و الخصائص الوراثية من خلال الكمبيوتر حدود عند تطبيقها في هذا المجال الجديد، وكانت العديد من الجينات المرشحة الواعدة أقل بقليل من عتبة الأهمية الإحصائية أيضاً".
النهضة نيوز