وجدت دراسة حديثة أن ما يقرب من 15٪ من مستحضرات التجميل القائمة على بودرة التلك التي تم تحليلها تحتوي على مادة الأسبستوس.
وقالت مجموعة العمل البيئي (EWG) ، وهي منظمة أمريكية غير ربحية للدفاع عن البيئة، والتي قامت بإجراء الاختبارات والدراسة، أن الأساليب المستخدمة من قبل صناعة مستحضرات التجميل لفحص إمدادات بودرة التلك غير كافية.
كما أن طريقة الاختبار النظري التي طورتها الصناعة ليست حساسة بما يكفي للكشف عن الأسبستوس عند مقارنتها بالاختبار باستخدام المجهر الإلكتروني .
وبدورها قالت نيكا ليبا ، نائبة رئيس مجموعة العمل البيئي: " تستخدم العديد من العلامات التجارية المعروفة بودرة التلك في صناعة مساحيق الجسم والوجه التي يمكن استنشاقها ، وقد اشارت قاعدة البيانات الخاصة بنا، والمنشورة على الإنترنت، أكثر من 2000 منتجا من منتجات العناية الشخصية التي تحتوي على بودرة التلك ، بما في ذلك أكثر من 1000 منتج من المساحيق السائبة أو المضغوطة التي يمكن أن تشكل خطر الاستنشاق عند استخدامها".
كما وأضافت ليبا: "إنه لمن المقلق التفكير في عدد الأمريكيين الذين يستخدمون مستحضرات التجميل التي تحتوي على بودرة التلك، والتي من المحتمل أن تكون ملوثة بمادة بالأسبستوس الخطيرة".
مستحضرات تجميل
خلال الدراسة، أجرى الباحثين الاختبارات باستخدام المجهر الإلكتروني لتحليل العينات، وقد وجدوا مادة الأسبستوس في بعض المنتجات بالفعل.
وقال شون فيتزجيرالد، رئيس معهد جرينسبورو بولاية نورث كارولينا: "من الأهمية بمكان أن تقوم إدارة الغذاء والدواء بتطوير طريقة فحص صارمة لبودرة التلك المستخدمة في صناعة منتجات العناية الشخصية".
وأضاف: "يكتشف مختبرنا مراراً وتكراراً وجود لمادة الأسبستوس في المنتجات المصنوعة من بودرة التلك، بما في ذلك مستحضرات التجميل التي يتم تسويقها للأطفال. إنه لأمر شائن أن توجد طريقة دقيقة لاختبار منتجات العناية الشخصية لوجود الأسبستوس، ولكن صناعة مستحضرات التجميل ليست مطالبة باستخدامها".
تجدر الإشارة إلى أن مختبر معهد جرينسبورو قد حلل 21 عينة من مساحيق التجميل الشائعة في الأسواق، بما في ذلك ظلال العيون و كريم الأساس وأحمر الخدود و بودرة الوجه و مساحيق تبييض الجسم.
والجدير بالذكر أنه غالبا ما تستخدم بودرة التلك في صناعة مستحضرات التجميل كحشو أو لتحسين الملمس أو لامتصاص الرطوبة، كما و يمكن تكوين بودرة التلك والأسبستوس في نفس الصخور التي يتم استخراجها من أجل صناعة مستحضرات التجميل و الاستخدام الصناعي، ولا تطلب الحكومة الفيدرالية اختبار مستحضرات التجميل بحثا عن الأسبستوس في الغالب، وبدلاً من ذلك تشجع الشركات على اختيار مناجم بودرة التلك بعناية لتجنب تلوثها بمادة الأسبستوس.
في شهر مايو الماضي، أعلنت شركة Johnson & Johnson الشهيرة أنها ستتوقف عن بيع بودرة الأطفال التي تحتوي على بودرة التلك في الولايات المتحدة وكندا.
وقالت الدراسة أن آلاف الأشخاص قد رفعوا دعاوى قضائية ضد الشركة، زاعمين أن المنتج تسبب في الإصابة بالسرطان.
وقالت تاشا ستويبر، العالمة البارزة في مجموعة العمل البيئي، والمشاركة في الدراسة: "إن استنشاق حتى أصغر كمية من مادة الأسبستوس الموجودة في بودرة التلك يمكن أن يسبب الإصابة بورم الظهارة المتوسطة وبأمراض قاتلة أخرى بعد سنوات عديدة من التعرض لها. ومن الصعب معرفة مقدار بودرة التلك التي يتم استنشاقها عند استخدام المنتجات المصنوعة منها، ومقدار تلوثها بمادة الأسبستوس، في حين أن الأمر يتطلب فقط دخول أحد ألياف مادة الأسبستوس إلى مجرى التنفس والاستقرار في الرئتين للتسبب في الإصابة بورم الظهارة المتوسطة بعد عقود".
بالإضافة إلى ذلك، أشارت مجموعة العمل البيئي إلى أن التعرض لمادة الأسبستوس لمدة طويلة مرتبط بمرض يسمى تليف الأسبست وورم الظهارة المتوسطة وسرطان الرئة والمبيض.
النهصة نيوز