وزير الدفاع الأمريكي الجديد لويد أوستن سيشغل منصبه بمهام ناقصة

أخبار

وزير الدفاع الأمريكي الجديد لويد أوستن بمهام ناقصة تخص صفقات الأسلحة

11 كانون الأول 2020 21:24

كشفت وكالة "بلومبرج" أن لويد أوستن، الذي اختاره الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن ليشغل منصب وزير الدفاع قد يضطر إلى الابتعاد عن بعض القرارات المتعلقة بصفقات أغلى أنظمة أسلحة البنتاغون، وهي الطائرة المقاتلة الأمريكية F-35، وذلك بسبب كونه عضو مجلس إدارة في شركة صناعة المحركات الأمريكية التي تنتج محركات هذه الطائرات، وهي شركة Raytheon Technologies Corp.



لويد أوستن

والجدير بالذكر أن أنصار أوستن قد ركزوا على الدور التاريخي الذي سيشغله كأول وزير دفاع أسود، حيث سيشير بقوة إلى أن إدارة بايدن قد خصصت ما نسبته 40٪ منها للأشخاص الملونين، في حين تساءل النقاد عما إذا كان يتعين على الكونغرس منح الجنرال المتقاعد تنازلاً من قانون يمنع الضباط من قيادة البنتاغون في غضون سبع سنوات من تركهم للجيش.

لكن الجدل خلال عملية تثبيت لويد أوستن في مجلس الشيوخ سيتطرق أيضا إلى العلاقة المتبادلة بين البنتاغون ومقاوليه الذين تقدر معاملاتهم بمليارات الدولارات، وهو بحسب وكالة "بلومبرج" تقليد مربح أفاد أسلافه السابقين باسم مشاركة خبراتهم حول احتياجات البنتاغون ومقاتليه.

الى ذلك تقول وكالة بلومبرج أن أوستن الذي شغل منصب عضو مجلس إدارة في شركة Raytheon منذ عام 2016 قد يضطر إلى التنحي عن القرارات المتعلقة بعقود الدفاع الصاروخي وبناء السفن الخاصة بالشركة ـ والتي تهدف إلى مواجهة الصين وروسيا. حيث سيتم طرح أسئلة أخرى حول دوره في الشركة الخاصة ذات المساهمة المحدودة، حسب بلومبرج.

وفي عهد الرئيس دونالد ترامب، كان وزير الدفاع المخلوع مؤخراً، مارك إسبر، أحد كبار أعضاء جماعة الضغط في شركة Raytheon، وكان الجنرال المتقاعد الذي تحول إلى رئيس دفاع فيما بعد، جيم ماتيس، عضواً في مجلس إدارة شركة جنرال دايناميكس المتخصصة في صنع الأسلحة والطيران أيضاً.

وتم استجواب كلاً من إسبر وماتيس بشأن النزاعات خلال جلسات الاستماع في مجلس الشيوخ، ثم سمح لهم بالخدمة بعد الموافقة على أن يتنحوا بأنفسهم عن قرارات معينة في البنتاغون.

بالإضافة إلى ذلك، فإن زعيم الأغلبية في مجلس النواب، ويب جيمس كليبيرن، وهو السياسي الديموقراطي من كارولينا الجنوبية الذي لعب دوراً محوريا في انتخاب بايدن، أشار إلى أن استدعاء مشاركة أوستن في مجالس مقاولي الدفاع وسط مطالب بأن تزيد الشركات من تنوعها العرقي سيكون بمثابة معيار مزدوج.

وقال جيمس كليبيرن: "عندما نطلب من الناس المساعدة في تنويع جميع الأنظمة والعمليات، فلماذا نعارضهم عندما يفعلون ذلك؟. أريد أشخاصاً مثله على تلك الطاولة حتى يتمكن من طرح جميع تلك القضايا التي نريد طرحها على الطاولة".

• الإنتاج الكامل:

وتضيف وكالة "بلومبرج" أنه قد يكون قرار الاستحواذ الرئيسي الأول الذي تواجهه إدارة بايدن القادمة هو متى وما إذا كانت ستوافق على برنامج تطوير الطائرات المقاتلة من طراز F-35، والبالغ قيمته 400 مليار دولار تقريبا للإنتاج الكامل، وهي المرحلة الأكثر ربحاً من برنامج الأسلحة بالنسبة للمقاولين العاملين مع البنتاغون، خاصة وأن قيمة المحركات التي ستقوم شركة Raytheon بإنتاجها، والتي تم الاستحواذ عليها من خلال اندماج شركة "United Technologies Corps" تبلغ 66.4 مليار دولار أمريكي، وذلك وفقاً لتقرير التكلفة السنوي الأخير للبنتاغون.

الطائرة المقاتلة الأمريكية F-35

والجدير بالذكر أن شركة Raytheon هي الشركة المصنعة لصواريخ توماهوك الأمريكية الشهيرة، والصواريخ الاعتراضية الرئيسية للدفاع الجوي من طراز Standard Missile-3، وهي متعاقد رئيسي في برامج البحرية الأمريكية، حيث توفر أنظمة رادار وأنظمة حرب إلكترونية للسفن الحربية وحاملات الطائرات.

كما وتجدر الإشارة إلى أن إجمالي تعويضات أوستن المالية كعضو في مجلس إدارة شركة Raytheon يبلغ 1.4مليون دولار منذ عام 2016، وذلك وفقاً لسجلات الشركة، حيث يتم تعويضه بمزيج من الجوائز النقدية والأسهم.

وبحلول وقت جلسة الاستماع الخاصة بالتثبيت أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، كان قد تم فحص الموارد المالية لأوستن من قبل موظفي اللجنة، كما وسيكون قد قدم بالفعل إقراراً مالياً للمراجعة العامة مع مكتب الأخلاقيات الحكومية، والذي سيوضح بالتفصيل تعويضاته النقدية والأسهم والممتلكات ويقوم بالكشف عن قيمتها ضمن نطاقات واسعة.

والجدير بالذكر أنه خلال عام 2019، تعهد إسبر، الذي باع بالفعل حصته من أسهم شركة Raytheon عندما أصبح وزيرا للدفاع، بالتخلي خلال منصبه كوزير دفاع عن المشاركة الشخصية والجوهرية في القرارات التي سيكون لها تأثير مباشر أو يمكن التنبؤ به على شركة Raytheon. ولا يزال من المقرر أن يحصل ما قيمته ما بين مليون إلى 5 ملايين دولار بعد عام 2022 كتعويض مؤجل من الشركة.

• الصرامة الأخلاقية:

من جانبه قال شون سافيت، المتحدث باسم مكتب بايدن، في رسالة أرسلت بالبريد الإلكتروني: "سيتنحى أوستن المكلف لإشغال منصب وزير الدفاع نفسه بما يتفق مع متطلبات الأخلاق عن أي قرارات متعلقة بعمله في شركة Raytheon، وتعهد جو بايدن بأن إدارته ستكون أكثر إدارة صارمة أخلاقيا في التاريخ الأمريكي، وسوف يلتزم كل عضو في مجلس الوزراء بجميع متطلبات الإفصاح والأخلاق الصارمة".

جو بايدن

بالإضافة إلى ذلك، سيتعين عليه تقديم تفاصيل عن مشاريعه التجارية الأخرى التي شارك فيها منذ تقاعده أيضاً.

وفي هذا العام، أصبح أوستن شريكا في شركةPine Island Capital Partners، وهي شراكة ملكية خاصة أسسها مجموعة من المستثمرين في نيويورك ومسؤولين حكوميين سابقين في واشنطن.

والجدير بالذكر أن دور أوستن في شركة Partners Pine Island Capital قد يثير أسئلة أكبر من علاقته بشركة Raytheon، وذلك وفقاً لماندي سميثبيرجر، مديرة المعلومات الدفاعية في مشروع الإشراف الحكومي ، وقالت: "إنهم منفتحون للغاية بشأن حقيقة أنهم يبيعون حق الوصول إلى معلوماتهم".

كما وقال بدوره النائب مارك فيسي، وهو ديمقراطي من تكساس وعضو في كتلة السود في الكونغرس الأمريكي، أن أوستن يحتاج إلى أن يتم التعامل معه مثل أي شخص آخر، ويجب أن يحكم عليه من خلال الوظيفة التي قام بها عندما كان موظفاً عاماً، وأن يسأل عن خبرته في الأمور المتعلقة بالدفاع والأمن في هذا البلد قبل أي شيء آخر.

النهضة نيوز _ ترجمة خاصة