نظامك الغذائي هو العامل الرئيسي القابل للتعديل في حياتك، وهو تحت سيطرتك بالكامل ويخضع لرغباتك أنت وحدك، ويمكنه أن يؤثر النظام الغذائي على كل جانب من جوانب صحتك وعافيتك بشكل كبير.
وفي حال عدم معرفتك، فإن أمعائك هي التي تتوسط الأمر باعتبارها الرابط الأكثر أهمية بين نظامك الغذائي وصحتك.
ويوجد للأمعاء في الواقع عالم خاص بها، والذي يحتوي على الميكروبيوم الذي يتشكل من التريليونات من الكائنات الحية الدقيقة، وخاصة البكتيريا.
كما وتوضح دراسة نشرت في مجلة Nutrients العلمية المرموقة عام 2019 أن معظم هذه البكتيريا والكائنات الدقيقة الصحية التي تتشكل بشكل طبيعي تلعب أدوارا أساسيا ليس في تحطيم الطعام إلى وقود فحسب، بل وفي الحفاظ على صحة الأمعاء والمساعدة في تحويل الطعام إلى طاقة لأجزاء مختلفة من الجسم أيضاً.
بالإضافة إلى ذلك، تشكل القناة الهضمية تحالفات مع باقي الأعضاء الرئيسية في الجسم، مثل محور الأمعاء والدماغ ومحور القناة الهضمية والرئة، والتي يتم من خلالها تحديد صحة هذه الأجهزة أيضاً.
• خلق بيئة مزدهرة:
يعد الحفاظ على التوازن المناسب في ميكروبيوم الأمعاء أمراً مهماً وضرورياً لصحتك، حيث من المحتمل أن يؤدي عدم التوازن في الميكروبيوم إلى حدوث مشاكل الجهاز الهضمي مثل متلازمة القولون العصبي وأمراض الأمعاء الالتهابية، بالإضافة إلى متلازمة التمثيل الغذائي وأمراض القلب والأوعية الدموية والسمنة والحساسية والسكري وحب الشباب وأمراض الجلد وسرطان القولون والمستقيم وحتى الاضطرابات العصبية مثل الخرف.
والجدير بالذكر أن السبب الرئيسي وراء اختلال توازن الميكروبيوم في القناة الهضمية لدى جزء كبير من سكان الكوكب في وقتنا الحاضر هو اتباع نظام غذائي مليء بالأطعمة السريعة والدهون المشبعة والمتحولة والكربوهيدرات المكررة والمنتجات الغذائية المصنعة والأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الملح والسكر الزائد.
• كيفية اتباع نظام غذائي مفيد لميكروبيوم الأمعاء:
نظام غذائي
إذا تسبب اتباع نظام غذائي خاطئ في حدوث خلل في توازن ميكروبيوم أمعائك، فإن النظام الغذائي الصحي هو الحل الوحيد الذي يمكن اتباعه بلا شك، وعلى الرغم من أنه قد تبدو استعادة توازن ميكروبيوم الأمعاء مهمة صعبة في بداية الأمر، خاصة إذا لم تكن قد أولت الكثير من الاهتمام لتضمين الأطعمة الصحية في نظامك الغذائي حتى الآن.
إلا أنه بمجرد تبني بعض التغييرات الرئيسية في حياتك اليومية، يمكنك أن تعيد هيكلة نظامك الغذائي بما يكفي لخلق بيئة مواتية في أمعائك لتزدهر تلك الكائنات الحية الدقيقة المفيدة لصحتك، ويمكن أن تشمل هذه التغييرات:
1- الأطعمة المخمرة:
أضرار الأطعمة المخمرة
قم بإضافة المزيد من الأطعمة المخمرة إلى نظامك الغذائي، بما في ذلك الزبادي والكيمتشي ومخلل الملفوف وغيرها. حيث أن هذه الأطعمة عبارة عن بروبيوتيك طبيعي، مما يعني أنها تعزز نمو بكتيريا الأمعاء الصحية وتساعد في إصلاح بطانة المعدة في نفس الوقت.
2- تناول الألياف دائماً:
الأطعمة الغنية بالألياف
بدلاً من تناول الوجبات السريعة التي لا تملأ معدتك بل تمنحك شعوراً وهمياً بالشبع، تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات والعدس والمكسرات والبذور.
فالجدير بالذكر أن هذه الأطعمة لا تساعد على ازدهار بكتيريا الأمعاء فحسب، بل وتساعد أيضاً في منع نمو الميكروبات غير الصحية مع إبقائك تشع بالشبع وحيوياً لفترة أطول.
3- تناول البريبايوتكس:
الأطعمة الغنية بالبريبايوتكس
تماماً مثل البروبيوتيك، تعزز البريبايوتكس نمو بكتيريا الأمعاء الصحية والفطريات، حيث أوضحت دراسة نشرت عام 2019 في مجلة Foods أن البصل والثوم والشوفان والتفاح والموز والشعير والكاكاو وبذور الكتان والخضراوات الورقية تعتبر مصادر رائعة للبريبايوتكس.
4- اشرب السوائل والماء:
فوائد شرب الماء
إن شرب ما كميته لترين إلى أربعة لترات من الماء بشكل يومي يمكن أن يساعدك في طرد السموم من الجسم ويسهل من عملية ازدهار ميكروبيوم الأمعاء. كما ويمكن أن يساعدك شرب السوائل المغذية الأخرى مثل اللبن الرائب وعصير الليمون والشاي العشبي والأخضر والشوربات المصنوعة منزليا في إعادة التوازن إلى أمعائك أيضاً.
5- تجنب الحلويات والأطعمة المحلاة:
أضرار الحلويات والاطعمة المحلاة
بينما قد تكون مقاومة الحلويات والاطعمة المحلاة من الأمور صعبة، إلا أنه يجب عليك أن تعلم أن تناول السكر المكرر الزائد هو أسوأ شيء يمكن أن تفعله لميكروبيوم أمعائك.
وذلك ينطبق أيضا على المشروبات المحلاة وعصائر الفاكهة التي تحتوي على المحليات الاصطناعية. لذلك، يجب عليك أن تقوم بتجنب هذه الأطعمة واستبدلها قدر الإمكان بالفواكه الطازجة والفواكه المجففة مثل التمر والزبيب والمشمش.
النهضة نيوز