باستخدام الضوء.. هكذا تقوم العناكب في الفضاء بتوجيه نفسها

علماء الفضاء يوضحون كيف تعيش العناكب في الفضاء علماء الفضاء يوضحون كيف تعيش العناكب في الفضاء

أحد الأشياء المثيرة للاهتمام حول الفضاء هو أنه من الصعب تحديد الاتجاه الذي يسببه قلة الجاذبية أو انعدامها، وكان العلماء يرسلون العناكب إلى الفضاء ليروا كيف تتغير قدرتها على صنع شبكاتها في ظل انخفاض الجاذبية على متن محطة الفضاء الدولية.


وبقدر ما يبدو وضع عنكبوت في الفضاء لرؤية كيف تؤثر قلة الجاذبية على طريقة صنعه للشبكة سطحيا بعض الشيء، إلا أن تحقيق الأمر قد كان صعباً للغاية.

العناكب في الفضاء

في حين كانت السؤال الذي أرادت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" الإجابة عنه من خلال إجراء هذه التجارب هو ما سيفعله العنكبوت في حالة انعدام الجاذبية.

وعلى الأرض، تكون شبكات العنكبوت غير متناظرة، وينزاح فيها المركز نحو الحافة العلوية، وعند حاجتها للراحة، تجلس العناكب ورأسها لأسفل لأنها تسمح لها بالتحرك نحو الفريسة التي تم صيدها حديثا في اتجاه الجاذبية بشكل أسرع، وكان السؤال هو: ما الذي ستفعله العناكب في حالة عدم وجود الجاذبية أو في ظل قلتها؟

وفي عام 2008، أرسلت وكالة ناسا عنكبوتا إلى الفضاء لإلهام طلاب المدارس الإعدادية في الولايات المتحدة بهذه التجربة، وأدى تعقيد المهمة إلى حوادث مؤسفة، حيث تم نقل نوعين مختلفين من العناكب إلى محطة الفضاء الدولية، بما في ذلك عنكبوت من نوع Metepeira واحدة كتجربة أساسية وعنكبوت من نوع Larinioides patagiatus ككائن اختبار ثانوي في حالة عدم استطاعة العنكبوت الأول على البقاء.

وكان الحادث المأساوي الأول هو أن العنكبوت الاحتياطي تمكن من الهروب من غرفة التخزين إلى الغرفة الرئيسية، ولم يتمكن رواد الفضاء من استعادته لأسباب تتعلق بالسلامة.

وكان هذا يعني عنكبوتاً إضافياً وشبكتين مغزولتين تعترضان كل منهما الأخرى، وكان التحدي الآخر هو أن الذباب الذي تم إرساله ليكون طعاماً للعناكب تكاثر بسرعة أكبر من المتوقع، مما أدى إلى زحف اليرقات إلى خارج حاوية التكاثر الموجودة على أرضية العلبة إلى غرفة التجربة.

والجدير بالذكر أن يرقات الذباب تكاثرت بسرعة كبيرة بحيث لم يعد بالإمكان رؤية العناكب خلف يرقات الذباب الكثيرة بعد مرور شهر.

ولكن ما تم اكتشافه حول كيفية توجيه العناكب لأنفسها في ظل انعدام الجاذبية كان مفاجأة، حيث يقول العلماء أنهم لم يتوقعوا أن يكون للضوء دور في توجيه العناكب في الفضاء.

وتم تثبيت المصابيح الموجودة داخل الصناديق في الجزء العلوي من الغرفة وليس على جوانب مختلفة، وهي مصادفة سمحت للعلماء باكتشاف أن الضوء يؤثر على تناسق الشبكات في ظل انعدام الجاذبية لدى العناكب.

بالإضافة إلى ذلك، أظهر تحليل صور تجارب العنكبوت أنه عند إطفاء الأنوار، وجهت العناكب نفسها في اتجاهات عشوائية. أما عندما كانت الأضواء مضاءة، استخدمتها العناكب كأداة مساعدة في التوجيه.

وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن للعناكب بناء شبكات في الظلام، وهي لا تحتاج إلى الضوء للبحث أو التوجيه بالضرورة، مما جعل اكتشاف حقيقة أن الضوء يساعد في توجيهها أمراً مفاجئاً.

النهضة نيوز